مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 280 - الجزء 1

  في بعض الأحوال نحو: «رأيت زيداً الراكب» ولكونها حكماً من الأحكام، والأصل فيها التنكير (وصاحبها⁣(⁣١)) أي: صاحب الحال (معرفة) لشدة الحاجة إلى معرفة⁣(⁣٢) أحوال المعارف ولئلا يلتبس بالصفة في بعض الأحوال⁣(⁣٣) نحو: «لقيت رجلاً راكباً» ولكون الصاحب محكوماً عليه، ووجوب تعقل المحكوم عليه [قبل الحكم]⁣(⁣٤) وقد جاء نكرة موصوفة⁣(⁣٥) «كمررت برجل عالم قائماً»، أو مضافاً «كمررت بغلام رجل قائماً»، وفي سياق نهي كقول الشاعر:

  ١٠٤ - لا يَرْكَنَنْ أحدٌ إلى الإحجام ... يوم الوغى متخوفاً لحِمَامِ(⁣٦)


(١) قوله: وصاحبها معرفة ..... الخ، وإنما كان الغالب في صاحبها التعريف؛ لأنه إذا كان نكرة كان ذكر ما يميزها ويخصصها من بين أمثالها أعني وصفها أولى من ذكر ما يفيد الحدث المنسوب إليها أعني حالها لأن الأولى أن يبين الشيء أولاً ثم يبين الحدث المنسوب إليه ثم يبين قيد ذلك الحدث. (نجم الدين).

- واعلم أنه يجوز حذف صاحب الحال مع قيام القرينة نحو «الذي ضربت مجرداً زيد»، أي: ضربته. (نجم الدين).

(٢) في بقية النسخ: بيان.

(٣) لو كان صاحبها نكرة منصوبة.

(٤) ما بين المعقوفين زيادة في نخ (ب، د).

(٥) وكذا إذا شارك النكرة في حالها معرفة نحو «جاءني زيد ورجل قائمين». (خالدي). - وكذا إذا كانا نكرتين معاً نحو إذا قلت: «جاء رجل ورجل مسرعين». تهذيب ابن يعيش.

(٦) ينسب هذا البيت إلى قَطَريِّ بن الفُجاءة التميمي الخارجي وهو من بحر الكامل.

اللغة: «الإحجام» التأخر والنكول عن لقاء العدو، والركون إليه: الميل إليه والاعتماد عليه «الوغى» الحرب «الحمام» بكسر الحاء: الموت.

المعنى: لا ينبغي لأحد أن يميل إلى الإعراض عن اقتحام الحرب، ويركن إلى التواني خوفاً من الموت.

الإعراب: (لا) ناهية (يركنن) فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة في محل جزم بلا الناهية (أحدٌ) فاعل يركن مرفوع بالضمة الظاهرة (إلى الأحجام) جار ومجرور متعلق بالفعل يركن (يومَ) ظرف زمان متعلق بالفعل يركن ويومَ مضاف و (الوغى) مضاف إليه مجرور =