مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 281 - الجزء 1

  أو في سياق نفي في الاستثناء نحو: «ما جاءني رجلٌ⁣(⁣١) إلا راكباً»، وغير ذلك فلذلك قال الشيخ: (غالباً⁣(⁣٢)) يحترز مما ذكر فهذا الاحتراز راجع إلى تنكير صاحبها⁣(⁣٣)، (و) هذا جواب عن سؤال مقدر كأنه قال قلتم: إِنَّ شرط الحال أن تكون نكرة، وقد جاءت معرفة في:

  ١٠٥ - (أرسلها العراك) ولم يَذُدها ... ولم يُشْفِق على نغَصِ الدِّخَال(⁣٤)


= بكسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر (متخوفاً) حال من أحد (لحمام) جار ومجرور متعلق بمتخوف.

الشاهد فيه: قوله: «متخوفاً» حيث وقع حالاً من النكرة وهي قوله: «أحد» والذي سوغ مجيء الحال من النكرة هنا هو وقوعها في حيز النهي بلا، فإن قوله: «أحد» فاعل يركن المجزوم بلا، والنهي يشبه النفي.

(١) لأن لفظة إلا تقطع ما قبله عما بعده فلا يصح أن يكون وصفاً لانقطاعه عنه. والله أعلم.

(٢) قال نجم الدين: وقوله: غالباً ... إلخ راجع إلى تعريف صاحبها لا إلى تنكيرها؛ لأن تنكيرها واجب. قال ركن الدين: وصاحبها إعرابه الرفع، ولا يجوز جره بالعطف على الهاء في شرطها؛ لأن كون صاحبها معرفة ليس بشرط. «رصاص».

(٣) في (ب، ج، د) زيادة: لا إلى تعريفها، وفي (أ): «وأرسلها العراك» بعدها مباشرة مع تكرار.

(٤) ينسب هذا البيت للبيد بن ربيعة العامري، وهو من بحر الوافر، ويروى: فأرسلها بالفاء مكان وأرسلها وعليه الإعراب كما في شرح المفصل وابن عقيل وغيرهما من كتب النحو.

اللغة: «العراك» الازدحام على الماء «يذدها» يطردها «يشفق» يرحم «نغص» مصدر نغص الرجل - بكسر الغين - إذا لم يتم مراده، ونغص البعير إذا لم يتم شربه «الدخال» أن يداخل بعيره الذي شرب مرة مع الإبل التي لم تشرب حتى يشرب معها ثانية، وذلك إذا كان البعير شديد العطش أو ضعيفاً.

المعنى: يصف الشاعر حماراً وحشياً أورد أتنه الماء لتشرب.

الإعراب: (وأرسلها) الواو حسب ما قبلها وأرسلها أرسل فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود إلى الحمار الوحشي المذكور في أبيات سابقة والضمير البارز المتصل الذي يرجع إلى الأتن مفعول به لأرسل (العراك) حال (ولم) الواو عاطفة ولم حرف نفي وجزم وقلب (يذدها) يذد فعل مضارع مجزوم بلم والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود إلى فاعل =