مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 283 - الجزء 1

  موصفها، وطرد الباب⁣(⁣١) حيث لا لبس نحو قول الشاعر:

  ١٠٦ - لِعَزَّة موحشاً⁣(⁣٢) طلَلٌ قديم ... عفاه كل أسحم مستديم(⁣٣)


(١) في (ب، ج، د): وطرداً للباب.

(٢) فيه نظر من وجهين أحدهما أنه يجب أن يكون العامل في الحال هو العامل في صاحبها، والعامل في طلل الابتداء ولا يصح تقييده بموحش وإذا ثبت هذا فالظاهر أنه حال من الضمير المستتر في الظرف وهو معرفة، الثاني أن طلل وإن كان نكرة إلا أنه قد وصف فيجري مجرى المعرفة اللَّهُمَّ إلا أن يذهب في ذلك إلى مذهب الأخفش والكوفيين حيث لا يشترطون الاعتماد في عمل الظرف. أو يقال فإنه لا يشترط اتحاد عامل الحال وصاحبها وهو الذي اختاره ابن مالك و (نجم الدين). هطيل معنى. لكن يقال: ولا يصح الاستشهاد به أيضاً على وجوب تقديمها إذا جعلناه فاعلاً لأنه قد وصف بقوله: قديم كقولك: «جاءني رجل عالم قائماً». ذكر معناه القاضي أحمد يحيى حابس.

(٣) البيت من بحر الوافر، وهو لكثَيِّر عزَّة.

اللغة: «طلل» هو ما بقي شاخصاً من آثار الدار - أي: بارزاً مرتفعاً عن الأرض «موحشاً» اسم فاعل فعله (أوحش المنزل) إذا خلا من أهله، أو صار مسكناً للوحوش «عفاه» درسه «أسحم» الأسحم الأسود من السحاب «مستديمة» بمعنى ذي الديمة.

المعنى: يريد أن ديار عزة مقفرة من أهلها لم يبق فيها سوى الأطلال البالية التي مسحتها أمطار هذا السحاب الأسود الدائم المطر.

قيل: والتمثيل بالبيت ينبغي أن يكون بدون لفظ قديم؛ لأن النكرة إذا كانت موصوفة جاز أن يتقدم الحال عليها، وتعرب الصفة حالاً.

الإعراب: (لعزة) جار ومجرور بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف والجار والمجرور متعلقان متعلق بمحذوف خبر مقدم (موحشاً) حال من طلل وكان في الأصل صفة فتقدم على الموصوف فأعرب حالاً منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره (طللٌ) مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة (قديمٌ) صفة لطلل مرفوع بالضمة الظاهرة (عفاه) عفا فعل ماض والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به (كلُّ) فاعل عفى وكل مضاف و (أسحم) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة لأنه ممنوع من الصرف (مستديم) صفة لكل مرفوع بالضمة الظاهرة.

الشاهد فيه: نصب (موحشاً) على الحالية وكان أصله صفة لطلل، فتقدمت على الموصوف فصارت حالاً.