[المنصوبات]
  فموحشاً حال من طلل قديم، والعامل لعزة، وقول ذي الرمة:
  ١٠٧ - لميةَ موحشاً طَلَل ... يلوح كأنه خِلَلُ(١)
  وقول الآخر:
  ١٠٨ - وتحت العوالي والقنا مستظلةً ... ظباءٌ أعارتها العيون الجآذر(٢)
(١) هذا البيت من مجزوء الوافر وهو من كلام كُثَيِّر بن عبدالرحمن، المعروف بكثير عزة، وقيل: هو لذي الرمة بسبب ذكر ميَّة محبوبة ذي الرمة فيه. والله أعلم.
اللغة: «خلل» بكسر الخاء وفتح اللام الأولى جمع خلة بكسر الخاء وهو بطانة تغشى بها أجفان السيف.
الإعراب: (لمية) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، وميَّة: اسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، (موحشاً) حال متقدم من طلل الواقع مبتدأ مؤخر (طلل) مبتدأ مؤخر وهو صاحب الحال (يلوحُ) فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى طلل والجملة من يلوح وفاعله في محل رفع صفة لطلل (كأنه) كأن حرف تشبيه ونصب وضمير الطلل اسمه (خلل) خبر كأن والجملة من كأن واسمه وخبره في محل نصب حال من الضمير المستتر في يلوح، وجملة (لمية موحشاً طلل) ابتدائية لا محل لها.
الشاهد فيه: قوله: (لمية موحشاً طلل) ووجه الاستشهاد: وقوع موحشاً حالاً من «طلل» وهو نكرة، وسوغ ذلك تقدم الحال عليها وهذا على رأي سيبويه حيث يجيز وقوع الحال من المبتدأ، وأما الجمهور فيرون أن موحشاً حال من الضمير المستكن في الخبر وهذا الضمير معرفة وإن كان يعود إلى نكرة وعلى هذا فلا شاهد فيه، ويرى بعضهم أن النكرة «طلل» موصوفة بجملة يلوح فيكون المسوغ هنا وصف النكرة لا تقدم الحال عليها. انظر: شرح التصريح وحاشية يس وحاشية الصبّان.
(٢) البيت من بحر الطويل وهو لذي الرمة ويروى: بالقنا مكان والقنا، كما في شرح المفصل وفي الكتاب لسيبويه بلفظ «في القنا».
اللغة: «العوالي» عوالي القنا: صدورها «القنا» الرماح جمع قناة «مستظلة» يعني الظباء في كنسها «الجآذر» جمع جؤذر، وهو ولد البقرة الوحشية.
المعنى: يصف نسوة سُبِيْنَ، فصرن تحت عوالي الرماح وفي حوزتها، وشبه عيون النساء بعيون الجآذر، والنساء عامة بالظباء.
=