[المنصوبات]
  (و) اعلم أنه كما يكون الحال مفرداً كما سبق (يكون جملة خبرية(١)) لأن الحال حكم على صاحبها كالخبر، وهو يكون مفرداً وجملة كما سبق، وقلنا خبرية لكونها خبراً عن ذي الحال [في المعنى]، وهي تنقسم إلى قسمين اسمية وفعلية (فالاسمية) [تكون] (بالواو(٢) والضمير) كقوله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٢٢}[البقرة]، ونحو: «جاءني زيد وأبوه قائم»، وغير ذلك (أو بالواو) كقوله ÷: «كنت نبياً وآدم بين الماء والطين»(٣) وقول امرئ القيس:
  ١١٠ - وقد أغتدي والطير في وُكُنَاتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل(٤)
(١) قوله: جملة خبرية ... الخ احتراز من الإنشائية كالأمر والنهي وغيرهما، فلا يصح وقوع الإنشائية حالاً؛ لأن الحال تخصيص وقوع مضمون عامله لوقت مضمون وقوع الحال ولست على يقين من حصول مضمون الإنشائية الطلبية فكيف يخصص من مضمون العامل بوقت حصول ذلك المضمون المتكلم بالإنشائية الإيقاعية لا بنظر إلى وقت يحصل فيه مضمونها بل قصده مجرد إيقاع مضمونها وهو منافٍ لقصد وقت الوقوع. (خالدي).
(٢) إنما ربطوا الجملة الحالية بالواو دون الجملة التي هي خبر المبتدأ فإنه اكْتُفِىَ فيها بالضمير لأن الحال فضلة بعد تمام الجملة فاحتيج إلى رابط فصدرت الجملة التي أصلها الاستقلال بما هو موضوع للربط وهو الواو التي أصلها الجمع لتؤذن من أول الأمر أن الجملة لم تبق على الاستقلال، وأما الجملة التي هي خبر المبتدأ والصلة والصفة فإنها لا تجيء بالواو؛ لأن بالخبر يتم الكلام، وبالصلة يتم جزء الكلام، والصفة لتبعيتها للموصوف لفظاً، وكونها لمعنى فيه معنى كأنها من تمامه فاكتفي في ثلاثتها بالضمير. (نجم الدين).
(٣) هذا الحديث اختلف المحدثون في تخريجه ولفظه. قال السخاوي: لم أقف عليه بهذا اللفظ، وقال السيوطي: لا أصل له باعتبار مبناه وإلا فهو صحيح باعتبار معناه، وفي الترمذي بلفظ: «متى كنت نبياً؟ قال: وآدم بين الروح والجسد». وفي صحيح ابن حبان والحاكم بلفظ: «إني عند الله لمكتوب خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طينته».
(٤) البيت لامرئ القيس، وهو من بحر الطويل.
اللغة: (أغتدي) أي: أذهب غدوة، والغدوة الرواح صباحاً «الوكنات» المواضع التي تبيت فيها =