[المنصوبات]
  (أو بالضمير) كقوله تعالى: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ}[البقرة: ٣٦]، ونحو: «كلمته فوه إلى في»، وغير ذلك وهو (على ضعف(١)) لأن الحال في المعنى كالجزء من الجملة فلا بد مما يشعر بالحالية، والواو تشعر بها من أول الأمر بخلاف الضمير. وقال ابن مالك: إن إفراد الضمير أقيس من إفراد الواو، إذ الضمير الرابط بين الشيئين في جميع(٢) الكلام بخلاف الواو، ولوروده في
= الطير ليلاً «المنجرد» الفرس قصير الشعر «الأوابد» الوحش «هيكل» ضخم. «قيد الأوابد» تقديره: مقيد الأوابد.
الإعراب: (وقد) قد حرف تحقيق في هذا الموضع (أغتدي) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا (والطير) الواو واو الحال والطير مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره (في وكناتها) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ ووكنات مضاف، وهاء الغائبة مضاف إليه، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب حال من ضمير المتكلم المستتر في أغتدي (بمنجرد) جار ومجرور متعلق بأغتدي (قيد) صفة لمنجرد وقيد مضاف و (الأوابد) مضاف إليه وتقدير قوله: قيد الأوابد مقيد الأوابد (هيكل) صفة أيضاً مجرور بالتبعية، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
الشاهد فيه: قوله: (والطير في وكناتها) حيث جاءت هذه الجملة الاسمية حالاً مستغنية بالواو عن الضمير وقيل: فيه شاهد آخر وهو قوله: وقد أغتدي، حيث جاءت قد مع الفعل المضارع للتحقيق، هذا قليل، والأكثر أن تأتي معه للتوقع.
(*) قال في هامش (ب) ما لفظه: ونحو لقيته والجيش قادم، وأتيته والشمس طالعة؛ لأن الحال في المعنى ظرف، فلما جاز أن يخلو الظرف عن الضمير جاز أن تخلو الجملة الواقعة حالاً عن الضمير، ولقائل أن يقول: الحال ما يبين هيئة الفاعل والمفعول به، وهي في هذين المثالين لم تبين شيئاً منهما، وأجيب بأنها تبين هيئة الفاعل معنى؛ إذ المعنى لقيته مقارناً لقدوم الجيش، وأتيته مقارناً لطلوع الشمس، أو يقال: أنها لما بينت زمان صدور القعل عن الفاعل وهو لازم الفعل فكأنها تبين ذاته فهو مبين لهيئة لازم الفاعل. (غاية تحقيق).
(١) كيف يقال: على ضعف، وقد ورد في أفصح الكلام وهو كلام الله ذي الجلال والإكرام، والضعيف في اصطلاحهم لا يطلق على الفصيح، بل الشاذ يطلق على الصحيح.
(٢) كالصفة والموصوف والمبتدأ والخبر والصلة والموصول.