مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[التمييز]

صفحة 300 - الجزء 1

  وقولهم: «رجع القهقرى» كذلك يرفع الإبهام عن هيئة⁣(⁣١) الذات، وقوله: (مذكورة) مثل: عشرون درهماً، فإن عشرون ذات مذكورة (أو مقدرة) يدخل نوعا⁣(⁣٢) التمييز، إذ الذات التي فيها الإبهام قد تكون مذكورة كما في تمييز المفردات وقد تكون ذاتاً مقدرة كما تبين في تمييز الجمل (فالأول) وهو الذي عن ذات مذكورة (عن مفرد) لا عن جملة (مقدار) أي: مِنْ أحد المقادير الأربعة وهي: العدد والوزن والكيل والمساحة، وقد يكون في غيرها قليلاً كما يأتي، ولذلك قال [الشيخ]: (غالباً) يحترز من نحو: خاتم حديداً، فإن حديداً تمييز عن ذات، وهي غير مقدار؛ لأن المقدار ما كان له قدر يعرف به وزناً أو كيلاً أو عدداً أو مساحة (إمَّا في عدد نحو: عشرون⁣(⁣٣) درهماً) إلى تسعين (وسيأتي) في باب العدد تمييز كل عدد منه مفصلاً إن شاء الله تعالى (وإما في غيره) من كيل ووزن ومساحة (مثل رطل زيتاً) [بكسر راء رطل] في الوزن، [وبفتح الراء للرجل الدني].

  (ومنوان سمناً) [فيما] يشترك بين الوزن والكيل إذ المنا مكيال في جهة وميزان في جهة وقفيزان براً في الكيل (وعلى التمرة مثلها زُبْداً) جعلها الشيخ مثالاً للمساحة وفيه⁣(⁣٤) نظر، وإنما هو مقياس فقط، ومثال المساحة «جريب


(١) لا عن الذات فإن الرجوع معنى معين؛ إذ ماهيته هي الانتقال إلى ما ابتدأ الذهاب عنه، ولكن هيئتة مجهولة بخلاف العشرين فمعناه في نفسه أمر مبهم. (شريف).

(٢) الذي عن مفرد والذي عن نسبة.

(*) قوله: «يدخل نوعا التمييز» غير موجود في (أ، د).

(٣) في (ب، ج) وفي الرضي: عشرين.

(٤) هذا نقله السيد من «الرصاص»، قلت: وفيه نظر؛ إذ ليس مراد الشيخ بقوله: «رطل زيتاً»، و «منوان سمناً»، و «مثلها زبداً» بيان أنواع المقادير بل بيان ما يتم به الاسم المفرد؛ لأنه يتم بأربعة أشياء، إما بنون الجمع كنون عشرين، وإما بالتنوين سواء كان ظاهراً نحو: رطلاً زيتاً أم مقدراً كما في خمسة عشر وكم، وإما بنون التثنية كما في منوان، وإما بالإضافة كما في «مثلها زبداً». =