[المنصوبات]
  ليس من باب المقادير فكانت الإضافة أولى لأنها الأصل(١)، ويجوز رفع حديد ونحوه على أنه صفة لخاتم(٢)، وأما ما لم يتجدد له اسم يخصه من الجنس نحو: «جوزة قطن»، و «سعف مقل»، و «غصن ريحان»، و «عود رمان» فليس فيه إلا الإضافة فحسب.
  (والثاني) وهو الذي يرفع الإبهام فيه عن ذات مقدرة فهو ما يحصل (عن نسبة في جملة أو(٣) ما ضاهاها) أي: ما شابهها (مثل «طاب(٤) زيد نفساً») هذا مثال الجملة والتمييز فيه عن ذات مقدرة؛ لأنه إنما حصل الإبهام من نسبة الطيب إلى زيد وهو في المعنى لأمر يتعلق بزيد وهو النفس والأب والدار والعلم [كما يأتي] فتلك ذات مقدرة، فإذا أردت التمييز أظهرتها، (و) مثال مشابهة الجملة (زيد طيب) هذا اسم جنس، فطيب صفة مشبهة وفاعلها فيها، وليست بجملة لأن الاسم المشتق مع فاعله ليس بجملة بخلاف الفعل، وإنما يكون مشبهاً للجملة لكونه عمل عمل الفعل، ومن ذلك زيد طيب (أباً) هذا اسم جنس (وأبوة)، وهذا جنس يشمل القليل والكثير (و) زيد طيِّب (داراً) هذا اسم جنس(٥) (و) زيد طيب (علماً) هذا جنسٌ.
(١) بل لكونها أخف.
(٢) ويخرج عن كونه تمييزاً، اصطلاحاً.
(٣) عطف على جملة وهو اسم الفاعل نحو «الحوض ممتلئ ماء» واسم المفعول نحو «الأرض مفجرة عيوناً»، والصفة المشبهة نحو «زيد حسن وجها»، واسم التفضيل نحو «زيد أفضل أباً»، والمصدر نحو «أعجبني طيبه أباً»، وكذلك ما فيه معنى الفعل نحو «حسبك زيد رجلاً». (جامي).
(٤) طاب ليس فيه إبهام وكذا زيد، وإنما نشأ الإبهام من نسبة الطيب إلى ما يتعلق بزيد وهي ذوات مختلفة غير مذكورة فاحتيج إلى التبيين. هطيل.
(٥) حقيقة اسم الجنس الدال على حقيقة موجودة في أشخاص كثيرة مختلفين بالشخص لا بالحقيقة والجنس.