مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 304 - الجزء 1

  (أو)⁣(⁣١) كان الإبهام (في إضافة مثل: «يعجبني طيبه») هذا مصدر مضاف إلى فاعله وقوله: (أباً) تمييز وهو اسم جنس كما مر (وأبوة وداراً وعلما) هذا كله في الأسماء غير الصفات، (ولله دره فارساً) في الصفات.

  (ثم إن كان) التمييز (اسماً يصح جعله لما انتصب⁣(⁣٢) عنه) أي: يكون راجعاً إلى المنسوب إليه وعبارة عنه اسم جنس كأباً، أو جنس كأبوة (جاز أن⁣(⁣٣) يكون له) أي: للمنتصب عنه فيصح أن تقصد بقولك: أباً، وأبوّة [في قولك: «طاب زيدٌ أباً، وأبوّة»] زيداً نفسه فيكون المعنى طاب زيد أباً لأولاده، وكذلك أبوة فيكون زيد هو الأب (و) يصح أن تقصد بقولك أباً وأبوة أنه طاب أبو زيد له، فيكون قوله أباً وأبوة (لمتعلقه) أي: لمتعلق زيد وهي أبوه وآباؤه (وإلا) يصح جعل التمييز لما انتصب عنه نحو داراً وعلماً (فهو لمتعلقه) إذ لا يصح أن يكون زيد هو الدار والعلم، وإنما هما متعلقان به تعلق ملك واشتمال (فيطابق فيهما) أي: في الراجع إلى المنتصب عنه، والراجع إلى المتعلق به (ما قصد) من التوحيد والتثنية والجمع فتقول فيما كان زيد [فيه] هو الأب: «طاب زيد أباً»، و «الزيدان أبوين» و «الزيدون آباء» وفيما كان لمتعلقه إذا أردت أبا زيد قلت:


(١) عطف على قوله في جملة أو ما ضاهاها. (جامي).

(٢) ونعني بما انتصب عنه الاسم الذي أقيم مقام التمييز حتى بقي التمييز بسبب قيام ذلك الاسم مقامه فنصبه كزيد في طاب زيد نفساً، فإن الأصل طابت نفس زيد. (نجم الدين).

(٣) قوله: جاز أن يكون له ولمتعلقه ... إلخ قال في (غاية التحقيق) ما لفظه: فإن قيل: الشرطية الأولى منقوضة بقولك: نفساً في قولك: «طاب زيد نفساً»، فإنه يصح أن يجعل اسماً لما انتصب عنه ولمتعلقه أي: طاب زيد من حيث إنه نفس من النفوس، أو من حيث إن له نفس من النفوس تعلقت به فتعين أن كل موضع يصح جعله اسماً لما انتصب عنه جاز فيه كلا الأمرين من كونه له وكونه لمتعلقه وأن كل موضع لم يصح جعله لما انتصب عنه تعين كونه لمتعلقه. قال شيخي وأستاذي فداه نفسي وروحي هذا مما لم يذكره كثير من الشارحين وهو حسن بديع. منها (بلفظها).