مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 305 - الجزء 1

  «طاب زيد أباً» وإن أردت أباه وأمه، قلت: «طاب زيد أبوين»، وإن أردت جماعة من آبائه وأمهاته، قلت: «طاب زيد آباء»، وفيما يتعلق به «طاب زيد داراً⁣(⁣١)»، ودارين أو أدواراً (إلا أن يكون) التمييز (جنساً) نحو أبوة وعلماً فلا تثنية في ذلك ولا جمع؛ لأنه يعم القليل والكثير فلا تأتي فيه التثنية والجمع بفائدة (إلا أن تَقْصدَ⁣(⁣٢) الأنواع) من الأبوة والعلم فتقول: «طاب زيد أبوتين وأبوات» و «علمين وعلوماً»؛ لأن في قصد الأنواع مزيد فائدة فحسنت التثنية والجمع لذلك المقصد (وإن كان) التمييز (صفة) أي: من الأسماء المشتقات نحو: «فارساً» في لله دره فارساً (كانت له) أي: للميز⁣(⁣٣) لا لمتعلقه (وطبقه) أي: مطابقة له في إفراد وتثنية وجمع فتقول: «لله دره فارساً» ولله درهما فارسين «لله درهم فرساناً» (واحتملت⁣(⁣٤) الحال) ويكون المراد بقول: «لله دره فارساً» التعجب منه حال فروسيته لكن جعله تمييزاً أولى لإفادته التعجب من فراسته والتعريض بمدحه أبداً مستمراً سواء كان في حال الفراسة أم لا، بخلاف ما إذا جعلت حالاً فلا يكون ذلك إلا في حال الفراسة، إذ الحال قيد في صاحبها⁣(⁣٥)


(١) فإن قصد داراً واحدة لجماعة من الزيدين وجب أن يقول: طاب الزيدون داراً، والحاصل أن المطابقة ليست باعتبار الملفوظ، بل باعتبار المقصود.

(٢) متن كتبة البشرى وغيره، وشرح الرضي: يُقصَدَ.

(٣) المميز هو الذات المبهمة المقدرة في لله دره فالأولى أن يقال: كانت له أي: للمتنصب عنه كما في الغاية وفي هامش نخ (ب): والمميزذات مقدرة لا نحو الضمير الذي انتصب عنه في «لله دره فارساً» وعبارة الغاية أي: كانت تلك الصفة صفة للمنتصب عنه.

(٤) ورجح المصنف كونها تمييزاً قال: لأن المعنى مدحه مطلقاً بالفروسية فإذا جعل حالاً اختص المدح وتقيد بحال فروسيته وأنا لا أرى فرقاً؛ لأن معنى التمييز عنده ما أحسن فروسيته فلا يمدح في غير حال الفروسية إلا بها، وهذا المعنى هو المستفاد من ما أحسنه في حال فروسته. (نجم الدين).

(٥) والصواب ما قصده المتكلم حالاً أو تمييزاً.