مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 306 - الجزء 1

  (ولا يتقدم التمييز⁣(⁣١)) على المميز المفرد نحو: «عشرين درهماً» و «منوان سمناً»، وسائر أخواتها وفاقاً بين النحويين، وذلك لضعف العامل في التمييز، إذ العامل في درهماً النصب قولك: «عشرون» وهو المشبه للفعل من جهة كونه تم بنفسه كتمام الفعل بفاعله، أو لأن عشرون درهماً مشبه⁣(⁣٢) بضاربون زيداً، ومنوان سمناً مشبه بضاربان عمراً، والمشبه دون المشبه به إلا ما قد ورد شاذاً كقوله:

  ١٢١ - ونارنا لم يُرَ ناراً مثلها ... قَدْ عَلِمَتْ ذاك مَعَدّ كلها(⁣٣)


(١) لأن التمييز بيان والبيان قبل الإجمال ممتنع. والله أعلم.

(٢) وجه الشبه بين التمييز واسم الفاعل من حيث كون كل واحد فيه نون جمع في المجموع أو نون تثنية في المثنى. والله أعلم.

(٣) البيت من بحر الرجز وهو بلا نسبة.

اللغة: «النار» مؤنثة، لم يُرَ: من الرؤية بمعنى الإبصار، ويجوز أن يكون من رؤية القلب فيكون ناراً أحد مفعوليه فلا شاهد فيه. «معد» أبو العرب وهو معد بن عدنان والمراد كل العرب الذين هم ذريته. (هامش خبيصي بتصرف يسير).

الإعراب: (ونارنا) نار مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة ونار مضاف وضمير المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر بالإضافة (لم) حرف نفي وجزم وقلب (ير) فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة (ناراً) تمييز لمثل تقدم عليه وهذا الإعراب إذا كانت الرؤية بصرية، وأما إذا كانت قلبية فإن ناراً مفعول ثان فلا شاهد فيه هنا (مثلها) مثل نائب فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة ومثل مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر المبتدأ (قد) حرف تحقيق (علمت) علم فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث (ذاك) اسم إشارة به مبني على السكون في محل نصب مفعول به والكاف حرف خطاب (معد) فاعل علم مرفوع بالضمة الظاهرة (كلها) تأكيد لمعد مرفوع بالتبعية، وكل مضاف، وضمير الغائبة ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

الشاهد فيه: قوله: (ناراً) فإنه تمييز تقدم على عامله الاسم الجامد وهو «مثلها» للضرورة وقيل: الرؤية قلبية وناراً مفعول به ثان ومثلها: مفعولاً أولاً ناب عن الفاعل وحينئذ لا شاهد فيه، والله أعلم.