[المنصوبات]
  ١٣٣ - مِنْ معشرٍ عَبَدُوا الصَّلِيْبَ سفاهةً ... حاشاي إنِّي مسلمٌ مَعْذُوْرُ(١)
  وأجاز الفراء النصب بها على أنها فعل كقولهم: اللهم اغفر لي ولمن سمع(٢)، حاشا الشيطان وابن الأصبغ(٣)، وقول الشاعر:
  ١٣٤ - حاشا قريشاً فإن الله فضلهم ... على البرية بالإسلام والدين(٤)
(١) البيت من بحر الكامل وهو للمغيرة بن عبدالله الأسدي الملقب بالأقيشر لأنه كان أحمر الوجه أقشر. ويروى: (في فتية جعلوا الصليب إلههم) كما في شرح التصريح، وأوضح المسالك.
اللغة: «الصليب» من معانيه الودك. (نهاية لابن الأثير). والمراد به هنا الصليب الذي للنصارى. «معذور» مختون وهو مقطوع العذرة وهي قلفة الذكر التي تقطع عند الاختتان.
الإعراب: (من معشر) جار ومجرور خبرٌ لمبتدأ محذوف تقديره هم (عبدوا) عبد فعل ماض وواو الجماعة فاعل (الصليب) مفعول به منصوب بالفتحة (سفاهة) مفعول لأجله منصوب بالفتحة الظاهرة وجملة عبدوا من الفعل والفاعل والمفعول في محل نصب صفة لمعشر (حاشاي) حاشا حرف جر واستثناء وياء المتكلم مبني على الفتح في محل جر (إني) إن حرف توكيد ونصب وياء المتكلم اسمه (مسلم) خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة (معذور) صفة لمسلم أو خبر ثان لإن.
الشاهد فيه: قوله: «حاشاي» فحاشا هنا حرف جر حيث اتصلت بها ياء المتكلم من غير نون الوقاية.
(٢) هكذا في الأصل، وفي المفصل والرضي والأصول في النحو والمحتسب والإنصاف، وفي (ج): «يسمع» كما في أوضح المسالك وابن عقيل وشذور الذهب والأشموني.
(٣) بالغين المعجمة وفتح الهمزة، وإهمال الصاد، وليس بمنظوم كما قد يتوهم. حاشية (خ) قلت: ويروى أبا الأصبغ مكان ابن الأصبغ اهـ.
(٤) ينسب هذا البيت للفرزدق همام بن غالب، وهو من بحر البسيط.
الإعراب: (حاشا) فعل ماض دال على الاستثناء وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً وتقديره هو يعود على البعض المفهوم من الكل السابق (قريشاً) مفعول به لحاشا (فإن) الفاء للتعليل وإن حرف توكيد ونصب (الله) لفظ الجلالة اسم إن (فضلهم) فضل فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة وهم مفعول به لفضل والجملة من فضل وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر إن (على البرية بالإسلام) جاران ومجروران متعلقان بفضل (والدين) الواو عاطفة والدين عطف على الإسلام.
الشاهد فيه: قوله: «حاشا قريشاً» حيث استعمل «حاشا» فعلاً ونصب به ما بعدها.