[المنصوبات]
  قيل: لو كان فيهما آلهة غير الله لفسدتا. ووجه تعذر الاستثناء أن من شرطه أن يدخل ما بعد إلا فيما قبلها لو سكت عنه في المتصل(١). والجمع المنكور غير المحصور يحتمل أن يتناول ثلاثة فقط، إذ هي أقل الجمع وهو المتيقن في قولك: «جاءني رجال إلا زيداً»، فيحتمل أن زيداً أحد الرجال، ويحتمل أنه ليس أحدهم(٢) وأنهم ثلاثة غيره فلم يتيقن دخوله معهم كذلك بمثابة «جاءني قوم إلا زيداً» فتعذر الاستثناء لذلك وأيضاً فإنه يؤدي إلى إثبات آلهة(٣) والله مستثنى منهم، وذلك فاسد ولا يصح أن يقال رفع الجلالة على البدل من آلهة؛ لأن البدل هو المقصود والمبدل منه في حكم الساقط فيؤدي ذلك إلى أن المعنى لو كان فيهما الله لفسدتا، وهذا أيضاً أشنع القول تعالى الله [عن ذلك] علواً كبيراً، فلم يبق إلا أن «إلا» صفة ليستقيم المعنى (وضعف) جعل إلا صفة (في غيره) أي: في غير ما جمع الشروط لعدم تعذر الاستثناء فلا يعدل عنه إلى غيره وهو الأصل، وقد ورد شاذاً في قول الشاعر:
  ١٣٥ - وكُلُّ أخٍ مفارقه أخوه ... لَعَمْرُ أبيكَ إلا الفرقدان(٤)
(١) وشرط المنقطع أن لا يدخل ما بعده فيما قبله جزماً، والجمع المنكور غير المحصور يتناول جماعة متعددة لا نجزم بدخول المستثنى ولا بعدم دخوله فتعذر فيه كلا النوعين. (هندي).
(٢) فيكون منقطعاً؛ لأن المنقطع يلزم عدم دخوله جزماً. فتعذر فيه كلا النوعين. (غاية).
(٣) إذ لو حملت على الاستثناء فمعناها حينئذ لو كان فيهما آلهة مستثنى منهم الله لفسدتا وهذا يقضي أن لو كان فيهم إله غير مستثنى منهم الله لم يفسد، ونعوذ بالله من هذا القول.
(٤) هذا البيت من بحر الوافر وينسب لعمرو بن معد يكرب وقيل: لحضرمي بن عامر.
اللغة: «الفرقدان» نجمان قريبان من القطب لا يفترقان.
المعنى: يقول: كل أخوين غير الفرقدين لا بد أن يفترقا بسفر أو موت.
الإعراب: (وكل) الواو: بحسب ما قبلها، وكان: كل مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة وكل مضاف و (أخٍ) مضاف إليه (مفارقه) مفارق خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ومفارق مضاف وضمير الغائب مضاف إليه (أخوه) فاعل اسم الفاعل مفارق لاعتماده على =