[المنصوبات]
  إذ الاستثناء غير متعذر هنا فيمكنه أن يقول: إلا الفرقدين والمعنى، والقافية بحالهما وفيه شذوذ آخر وهو وصف كل بإلا، والقياس وصف ما يضاف(١) إليه كل وهو أخ هنا كقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}[الأنبياء: ٣٠].
  (وإعراب سِوى) وسُوَىً (وسواء النصب(٢) على الظرف) لأنهما بمعنى المكان فإذا قلت: «جاءني القوم سوى زيد»، فالمعنى مكان(٣) زيد فتكون منصوبة على الظرفية، والمستثنى بعدها مجرور بإضافتها إليه (على الأصح) من القولين وهو كلام سيبويه، وعند الكوفيين أن حكمها كحكم غير في اختلاف حالاتها(٤) في الاستثناء ومنه قول الشاعر:
= الخبر مرفوع بالواو؛ لأنه من الأسماء الستة وأخو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه (لعمر) اللام موطئة للقسم عمر مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وعمر مضاف و (أب) من أبيك مضاف إليه وأبي مضا ف و (ضمير المخاطب) مضاف إليه وخبر المبتدأ محذوف وجوباً تقديره قسمي، وجملة المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب معترضة بين الموصوف والصفة (إلا) هنا بمعنى غير (الفرقدان) صفة لكل مرفوع بالألف لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
الشاهد فيه: نعت (كل) بقوله (إلا الفرقدان) على تقدير «غير» كما يرى سيبويه وفيه رد على المبرد الذي زعم أن الوصف بإلا لم يجيء إلا فيما يجوز فيه البدل فإلا الفرقدان صفة ولا يمكن فيه البدل.
(١) في (ب، ج): تضاف.
(٢) قال نجم الدين: إنما انتصب سواء لأنه في الأصل صفة ظرف وهو مكان. قال تعالى (مكاناً سوى)، أي: مستوياً ثم حذف الموصوف، وأقيم الوصف مقامه مع قطع النظر عن معنى الوصفية أي: معنى الاستواء الذي كان في سوى فصارت سوى بمعنى مكان فقط، ثم استعمل سوى استعمال لفظ مكان لما قام مقامه في إفادة معنى البدل، تقول: «أنت لي مكان عمرو» أي: بدله لأن البدل سادٌّ مسد المبدل منه وكائن مكانه، ثم استعمل بمعنى البدل في الاستثناء. (منه).
(٣) فمعنى قوله: مكان زيد عوض زيد؛ لأن مجيء القوم أعاضنا عن مجيء زيد.
(٤) يعني يجوز خروجها عن الظرفية والتصرف فيها رفعاً ونصباً وجراً كـ «غير» وذلك لخروجها عن معنى الظرفية إلى معنى الاستثناء. (رصاص).