مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 337 - الجزء 1

  جاء اسمها⁣(⁣١) معرفة من غير تكرير للضرورة كقول الشاعر:

  ١٤٤ - بَكَتْ جَزَعَاً واسْتَرْجَعَتْ ثم آذَنَتْ ... ركائبها أن لْا إلينا رجوعها(⁣٢)

  (و) أما ما ورد معرفة من غير تكرير ولا رفعٍ (مثل قضية ولا أبا حسن لها) وقول الشاعر:

  ١٤٥ - أرى الحاجات عند أبي خبيب ... نَكِدْنَ ولا أُمَيَّةَ في البلاد(⁣٣)


(١) ليس باسم لها إذ ليس لها عمل بدليل رفع «رجوعها» فتسميته اسماً لها باعتبار ما كانت عليه من العمل.

(٢) هذا البيت من بحر الطويل وورد بلا نسبة ويروى كما في شرح المفصل: قضت وطراً بدل «بكت جزعاً».

اللغة: «استرجعت» يحتمل أن يكون من الاسترجاع عند المصيبة وهو قول: «إنا لله وإنا إليه راجعون»، ويحتمل أن تكون السين والتاء فيه مزيدتين للدلالة على الطلب فمعناه أنها طلبت الرجوع من الرحيل لكراهة فراق الأحبة، ركائبها: جمع ركوبة وهي الراحلة التي تركب.

الإعراب: (بكت): بكى فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي (جَزَعاً) مفعول لأجله، ويحتمل أن يكون نائباً عن المفعول المطلق صفة لمحذوف تقديره بكاء جزعاً أو حال تقديره جازعة، (واسترجعت) الواو عاطفة استرجع فعل ماض والتاء تاء التأنيث، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره هي (ثم) حرف عطف (آذنت) آذن فعل ماض والتاء تاء التأنيث (ركائبها) ركائب فاعل مرفوع بالضمة، وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، (أن) حرف تفسير لما في آذن من معنى القول (لا) نافية (إلينا) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم (رجوعها) رجوع مبتدأ مؤخر، ورجوع مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه، ويحتمل أن تكون أنْ مخففة من الثقيلة واسمه ضمير الشأن والجار محذوف أي: بأنه والجملة الاسمية في محل رفع خبرها.

الشاهد فيه: قوله: (أن لا إلينا رجوعها) حيث لم تتكرر لا مع الفصل بينها وبين اسمها بالمعرفة.

(٣) هذا البيت من بحر الوافر وهو لعبدالله بن الزَّبِير - بفتح الزاي - الأسدي.

اللغة: «أبو خبيب» كنية عبدالله بن الزبير بن العوام، وكان له ثلاثة يكنى بكل واحد منهم، وهم خبيب، وبكر، وعبدالرحمن، وكان لا يكنيه بخبيب إلا من أراد ذمه «نكدن» ضقن وتعذرن.

الإعراب: (أرى) فعل مضارع وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا (الحاجات) مفعول به أول لأرى =