مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 338 - الجزء 1

  وقوله ÷: «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإن هلك قيصر فلا قيصر بعده⁣(⁣١)»، فهذا كله (متأول⁣(⁣٢)) بحذف نكرة هي اسم لا مضاف إلى المعرفة المذكورة أي: ولا مثل أبي حسن لها، فحذف «مثل» وهو نكرة لا يتعرف بإضافته إلى المعرفة، وأقيم المضاف إليه مقامه ونصب، وعنى بأبي حسن علياً #؛ لأنه كان فيصلاً في الخصومات، وضياء في المدلهمات، وكذلك تأويل سائرها.


= منصوب وعلامة نصبه الكسرة لأنه جمع مؤنث سالم (عند) ظرف متعلق بمحذوف حال من الحاجات وهو مضاف و (أبي) مضاف إليه وهو مضاف (خبيب) مضاف إليه (نكدن) نكد فعل ماض ونون النسوة فاعله والجملة في محل نصب مفعول ثان لأرى (ولا) الواو واو الحال ولا نافية للجنس (أمية) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (في البلاد) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا، والجملة من لا واسمها وخبرها في محل نصب حال.

الشاهد فيه: قوله: (ولا أمية) حيث وقع اسم لا النافية للجنس معرفة وأُوِّلَ على تقديرين: أحدهما: تقدير اسم لا نكرة لا تتعرف بالإضافة نحو: مثل، وأن هذه النكرة كانت مضافة إلى العلم ثم حذفت وأقيم المضاف إليه مقامها، والتقدير: ولا مثل أمية. وانظر: حاشية الصبّان على شرح الأشموني.

(١) هذا الحديث إشارة إلى كلام سبق، ذَكَرَهُ الإمامُ يحيى بن حمزة # في الديباج الوضي والحديث المذكور أخرجه البخاري ومسلم، والترمذي، وهو في سنن البيهقي، وأخرجه أحمد في مسنده، والبزار وغيرهم.

(٢) قوله: متأول ... إلخ بأحد تأويلين؛ لأن علياً # كان كذلك لكل قضية تتفق معضلة ولا فيصل لها ولا عليم بها، قيل: قضية ولا أبا حسن لها بمعنى أنه لا واحد يطلق عليه هذا الاسم فصار أبا حسن كاسم الجنس المطلق على كل واحد لا بعينه فصار نكرة بهذا المعنى فلا يرفع ولا يتكرر فصار هذا مثل قولهم لكل فرعون موسى أي: لكل جبار قهار. قال نجم الدين: فيصرف موسى وفرعون في هذا لأنهما قد صارا نكرتين في المعنى، والله أعلم.

(*) قال في (الجامي): متأول بالنكرة إما بتقدير المثل أي: مثل أبي حسن فإن مثلاً لتوغلها في الإبهام لم تتعرف بالإضافة إلى المعرفة أو بتأويله بفيصل بين الحق والباطل لاشتهاره ¥ بهذه الصفة فكأنه قيل: فلا فيصل لها، ويقوي هذا التأويل إيراد الحسن بحذف اللام؛ لأن الظاهر أن تنوينه للتنكير. (منه).