[المنصوبات]
  (و) الرابع: (رفعهما(١)) على أن الاسم الأول مبتدأ وخبره محذوف تقديره إلا بالله، والثاني مبتدأ(٢) كذلك وخبره هذا المذكور ويقدّر جواباً لسؤال مقدَّرٍ تقديره «أحول وقوة لنا(٣)؟» فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ومنه قوله تعالى: {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ}[البقرة: ٢٥٤]، وقول الشاعر:
  ١٤٩ - وما هجرتُكِ حتى قُلتِ مُعْلِنَةً ... لا ناقةٌ لِيَ فِيْ هَذَا ولا جَمَلُ(٤)
= أقسم وجد مضاف وضمير المخاطبين مضاف إليه [وعلى الرواية الأخرى (لعمركم) اللام لام الابتداء عمر مبتدأ وخبره محذوف وجوباً والتقدير: لعمركم قسمي، وعمر مضاف والضمير مضاف إليه، والجملة القسمية لا محل لها من الإعراب معترضة بين المبتدأ والخبر] (الصغار) خبر المبتدأ الذي هو اسم الإشارة (بعينه) جار ومجرور والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال وقيل: الباء زائدة وعين تأكيد للصغار، وعين مضاف وضمير الغائب العائد إلى الصغار مضاف إليه (لا) نافية للجنس (أم) اسمها (لي) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا (إن) شرطية (كان) فعل ماض ناقص فعل الشرط (ذاك) ذا اسم إشارة اسم كان وخبرها محذوف، والتقدير إن كان ذاك محموداً، والكاف حرف خطاب (ولا) الواو عاطفة ولا زائدة لتأكيد النفي (أب) بالرفع معطوف على محل لا مع اسمها، فإنهما في موضع رفع بالابتداء عند سيبويه وجواب الشرط محذوف لدلالة الكلام السابق عليه، وجملة الشرط وجوابه لا محل لها من الإعراب معترض بين المعطوف والمعطوف عليه.
الشاهد فيه: قوله: (ولا أب) حيث جاء أب مرفوعاً على أحد ثلاثة أوجه: إما على أن «لا» الثانية عاملة عمل ليس، وأب اسمها وخبرها محذوف، أو على أن تكون «لا» غير عاملة أصلاً لا النافية للجنس، أو يكون أب معطوفاً على محل لا مع اسمها كما ذكرناه، والوجه الثالث: على أن تكون لا غير عاملة أصلاً بل هي زائدة، ويكون أب مبتدأ خبره محذوف. والله أعلم.
(١) قوله: رفعهما ولا يكون للا عمل هنا، ووجه عدم عملها هنا شيئان أحدهما: أن يكون مطابقاً للسؤال، والثاني: أنه لو فتح به الاسمين معاً لأوهم التركيب مع حرف العطف وهو لا يجوز، ولو فتح أحدهما ورفع الآخر كانت ترجيحاً لغير مرجح.
(٢) بإلغاء (لا).
(٣) في نخ (ب، د) أحول وقوة، وفي (ج) بأحدٍ، وفي نخ: بغير الله.
(٤) ينسب هذا البيت للراعي وهو عبد بن حصين النميري أحد شعراء بني أمية، وهو من بحر البسيط.
=