[المنصوبات]
  (و) الخامس: (رفع الأول على ضعف(١)) لكون لا فيه بمعنى ليس؛ وعملها بمعناه ضعيف، (وفتح الثاني) على أن لا فيه لنفي الجنس وتكون لا في الأول بمعنى ليس كما ذكر، ومنه قول الشاعر:
=
اللغة: (وما هجرتك) يروى في مكانه (وما صرمتك) والصرم الهجر وقطع حبال المودة (لا ناقة لي في هذا ولا جمل) هذا مثل من أمثال العرب يقوله من يتبرأ من الأمر ويباعد نفسه منه وأول من قاله الحارث بن عباد فارس النعامة حين قتل جساس بن مرة كليب بن ربيعة.
الإعراب: (وما) الواو عاطفة ما حرف نفي (هجرتك) هجر فعل ماض وتاء المتكلم فاعله وكاف المخاطبة مفعوله (حتى) حرف غاية وجر (قلت) قال فعل ماض مبني على السكون، وتاء المخاطبة فاعله، والمصدر المؤول من أن المضمرة بعد حتى وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بحتى، والجار والمجرور متعلق بهجر، والتقدير ما هجرتك إلى أن قلت (معلنة) حال من تاء المخاطبة «لا» نافية تعمل عمل ليس أو مهملة (ناقة) اسم لا مرفوع أو مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (لي) (في هذا) جاران ومجروران يتعلقان بمحذوف خبر لا، أو خبر المبتدأ، أو صفة لناقة ويكون الخبر حينئذ محذوفاً، (ولا) الواو عاطفة، و (لا) يجوز أن تكون نافية عاملة عمل ليس، ويجوز أن تكون مهملة كالأولى، ويجوز أن تكون زائدة لتأكيد النفي (جمل) إن اعتبرت لا زائدة لتأكيد النفي فـ «جمل» معطوف بالواو على ناقة عطف مفرد على مفرد، وإن اعتبرت لا نافية مهملة فجمل مبتدأ خبره محذوف، وإن اعتبرت لا نافية عاملة عمل ليس فجمل اسمها وخبرها محذوف، وعلى هذين الوجهين تكون الواو قد عطفت جملة على جملة، والجملة المعطوف عليها في محل نصب مقول القول، وكذلك الجملة المعطوفة.
الشاهد فيه: (لا ناقة لي في هذا ولا جمل) حيث تكررت فيه (لا) وورد الاسمان مرفوعين حيث رفع الاسم بعد (لا) الأولى إما لأنه مبتدأ وهي نافية مهملة، وإما لأنه اسمها وهي عاملة عمل ليس، ورفع الاسم بعد (لا) الثانية إما لأنها زائدة والاسم بعدها معطوف على الاسم الذي بعد (لا) الأولى، وإما لأن الثانية مهملة والاسم بعدها مرفوع بالابتداء وخبره محذوف، والوجه الثالث: أن تكون (لا) الثانية نافية عاملة عمل ليس، و (جمل) اسمها، وخبرها محذوف.
(١) وضعف وجه رفع الأول بأنه يجوز أن يكون رفعه بإلغاء عمل لا بالتكرير، لا لكونها بمعنى ليس؛ لأن شرط صحة إلغائها التكرير فقط وقد حصل هاهنا (جامي) والله أعلم.