مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 343 - الجزء 1

  ١٥٠ - فلا لغوٌ ولا تأثيمَ فيها ... وما فاهوا به أبداً مقيمُ(⁣١)

  (وإذا دخلت الهمزة) على «لا» (لم تغير⁣(⁣٢) العمل ومعناها) أي: الهمزة


(١) هذا البيت من بحر الوافر وهو لأمية بن أبي الصلت، في وصف الجنة وهو مُلَفَّق من بيتين وصواب الإنشاد - كما في ديوانه (ص ٤٧٥، ٤٧٧) - هكذا:

ولا لغوٌ ولا تأثيم فيها ... ولا غولٌ ولا فيها مليمُ

وفيها لحمُ ساهرة وبحْرٌ ... وما فاهوا به لهمو مقيمُ

اللغة: «لغو» أي: قول باطل، وما لا يعتد به من الكلام «تأثيم» هو مصدر «أثمته» بتشديد الثاء بمعنى نسبته إلى الإثم.

الإعراب: (فلا) الفاء حرف استئناف ولا نافية ملغاة (لغو) مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة (ولا) الواو عاطفة ولا نافية للجنس تعمل عمل إن (تأثيم) اسمها مبني على الفتح في محل نصب (فيها) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا وخبر المبتدأ محذوف يدل عليه خبر لا هذا، ويجوز عكس ذلك على ضعف فيكون الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، ويكون خبر لا هو المحذوف، وعلى أية حال فإن الواو قد عطفت جملة لا مع اسمها وخبرها على جملة المبتدأ والخبر (وما) اسم موصول مبتدأ (فاهوا) فعل وفاعل والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول (به) جار ومجرور متعلق بفاهوا (أبدا) منصوب على الظرفية الزمانية ناصبه الفعل «فاهوا أو مقيم» (مقيم) مقيم خبر المبتدأ ويجوز أن تكون (لا) الأولى نافية عاملة عمل ليس و (لغو) اسمها وخبرها محذوف يدل عليه خبر (لا الثانية) العاملة عمل إن أو خبر الأولى المذكور بعد وخبر الثانية محذوف يدل عليه خبر الأولى، وتكون الواو قد عطفت جملة لا الثانية العاملة عمل إن على جملة لا الأولى العاملة عمل ليس ولكن الوجه الثاني ضعيف لما يلزم من العطف قبل استكمال المعطوف عليه.

الشاهد فيه: قوله: «فلا لغو ولا تأثيم» حيث ألغى لا الأولى، أو أعملها عمل ليس فرفع الاسم بعدها، وأعمل لا الثانية عمل إنَّ.

(٢) أي: لم تغير تأثير لا في المتبوع ولا في التابع؛ لأن الهمزة لا تبطل عمل عامل تقول: «ألا رجل في الدار، وألا رجل فيها» بخلاف إذا دخل عليه الجار فإنه يغير العمل نحو: «إذ ينبي بلا جرم ووجدته بلا مال»، فإن قيل لفظ العمل في الاصطلاح لا يطلق إلا في المعرب فقولك: «ألا رجل في الدار» مبني فكيف يقال: لم يتغير العمل قيل: المراد بالعمل هنا العمل اللغوي، وهو التأثير دون الاصطلاح، أو المراد بالعمل أعم من أن يكون حقيقياً كما في «لا غلام رجل» أو تشبيهاً كما في «لا رجل» فإن فتحته تشبه النصب في العروض والاطراد. (غاية تحقيق).