مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 344 - الجزء 1

  (الاستفهام) نحو: «ألا رجل في الدار»، وقول الشاعر:

  ١٥١ - أَلَا ارْعِواء لِمَنْ وَلَّتْ شَبِيْبَتُهُ ... وَآَذَنَتْ بِمَشْيْبٍ بَعْدَهُ هَرَمُ(⁣١)

  وقول حسان:

  ١٥٢ - ألا طِعانَ ألا فُرسان عاديةً ... إلا تجشؤُكم حول التنانير(⁣٢)


(١) هذا البيت من بحر البسيط وقد ورد بلا نسبة في شرح ابن عقيل، والمغني، والأشموني وغيرها.

اللغة: «ارعواء» أي: انتهاء، وانكفاف، وانزجار «آذنت» أعلمت «ولت» أدبرت «مشيب» شيخوخة وكبر «هرم» فناء للقوة، وذهاب للفتاء، ودواعي الصبوة.

الإعراب: (ألا) الهمزة للاستفهام، ولا نافية للجنس و (ارعواء) اسم لا (لمن) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا ومن اسم موصول (ولت) ولى فعل ماض والتاء تاء التأنيث (شبيبته) شبيبة فاعل ولت، وشبيبة مضاف والضمير مضاف إليه، والجملة من ولت وفاعله لا محل لها من الإعراب صلة الموصول (وآذنت) الواو عاطفة آذن فعل ماض والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود إلى شيبته (بمشيب) جار ومجرور متعلق بآذنت (بعده) ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر مقدم، وبعد مضاف وضمير الغائب مضاف إليه (هرم) مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدأ والخبر في محل جر صفة لمشيب.

الشاهد فيه: قوله: «ألا ارعواء» حيث أبقى للا النافية عملها الذي تستحقه مع دخول همزة الاستفهام عليها؛ لأنه قصد بالحرفين جميعاً التوبيخ والإنكار.

(٢) البيت لحسان بن ثابت من قصيدة يهجو فيها بني الحارث بن كعب رهط النجاشي الشاعر. ويروى ألا جفان مكان طعان ويروى أيضاً، غادية مكان عاديةً.

اللغة: «العادية» هي الخيل تعدو بأصحابها «التجشؤ» تنفس المعدة عند الامتلاء «التنانير» جمع تنور وهو نوع من كوانين الوقود أو الذي يختبز فيه.

الإعراب: (ألا) الهمزة للاستفهام ولا نافية للجنس (طعان) اسمها مبني على الفتح في محل نصب ولا خبر لها عند سيبويه، والخليل وقيل: خبرها محذوف تقديره موجود (ألا) الهمزة للاستفهام ولا نافية للجنس (فرسان) اسمها مبني على الفتح في محل نصب (عادية) صفة لفرسان منصوبة بالفتحة الظاهرة على محل اسم لا وخبر لا محذوف (إلا) أداة استثناء (تجشؤكم) روي بالرفع والنصب فعلى الرفع بدل من موضع (طعان) على لغة بني تميم وإذا نصب فعلى الاستثناء، =