مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الكلمة]

صفحة 36 - الجزء 1

  وعلى غير ذلك⁣(⁣١).

  ولها ثلاثة أوزان: كَلِمَة بوزن نَبِقَة⁣(⁣٢) وهي أفصحها، وكِلْمَة بوزن سِدْرَة، وكَلْمَة بوزن تَمْرَة وهي أضعفها.

  قوله: (لفظٌ⁣(⁣٣)) حقيقته: هو الصوت الخارج من الفم المتقطع أحرفاً. فقوله: الخارج من الفم تخرج بهذا أصوات الجمادات ونحوها، وقوله: «المتقطع أحرفاً» يخرج بهذا أصوات البهائم وسائر الحرشات⁣(⁣٤) غالبا⁣(⁣٥).

  قوله: (وضع⁣(⁣٦) لمعنى) وحقيقته - أي: الموضوع - هو تخصيص شيء - كالاسم مثلاً - لآخر - كالمسمى - إذا أطلق⁣(⁣٧) الأول فهم الثاني، فيحترز بهذا عما لم يوضع لمعنى كالمهملات كـ «كادث» و «مادث»، ومقلوب زيد وعمرو، ونحو ذلك⁣(⁣٨) حيث


(١) قوله: «وعلى غير ذلك» أي: وتطلق الكلمة أيضاً على عيسى #؛ لقوله تعالى: {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ}⁣[النساء: ١٧١]، وعلى الفعل وحده في اصطلاح المنطقيين. هامش ب. ومثلها في الأصل من موضع قوله: القصيدة.

(٢) هكذا في الأصل وفي نخ (ب، د) بدون زيادة قوله: «بوزن» في الأوزان الثلاثة لـ «كلمة»، وفي النجم الثاقب ما يوافق الأصل، وقوله: نَبِقَة بفتح النون وكسر الباء الموحدة: واحدة تمر السدر كما في مختار الصحاح وبقية المعاجم. (تعليق).

(٣) اللفظ في اللغة: الرمي، يقال: «أكلت التمرة ولفظت النواة» أي: رميتها. (جامي). (هامش أصل).

(*) واللفظ بمعنى الملفوظ كالخلق بمعنى المخلوق. (بتصرف). (هامش ب).

(٤) هكذا في الأصل ونخ ب وج ود، وقد علق على هذه العبارة في حاشية الأصل، وحاشية نخ (د) بلفظ: صوابه الحشرات، وقال في نخ (ب): في القاموس: حشرات بتقديم الشين على الراء.

(٥) احتراز من النمل فإنها تتكلم. كما ذكر الله في سورة النمل. قلت: وحمله على المجاز أولى من حمله على الحقيقة. (هامش ب).

(٦) لم يقل: «دلَّ»؛ لأن الوضع أخص من الدلالة؛ إذ كل موضوع دال، ولا عكس ولو قيل: دال لاحتاج إلى قوله: «بالوضع» ليخرج ما دل بالطبع كـ «أح» من المتألم. (هامش ب).

(٧) أي: استعمل.

(٨) فلم ينطق بها العرب فأما إذا جعلت أسماء بعد القلب لِمُسَميات كانت كغيرها.