مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[التوابع]

صفحة 406 - الجزء 1

  وقول الآخر:

  ١٩١ - إذا التيَّاز ذو العضلات قالوا ... إليك إليك ضَاقَ بهم ذِرَاعاً(⁣١)

  وفي الجملة الاسمية⁣(⁣٢) نحو: «زيد قائم زيد قائم» وفي الفعلية «قام زيد قام زيد» (والمعنوي بألفاظ مخصوصة وهي نفسه وعينه وكلاهما وكلتاهما وكله وأجمع وأكتع وأبصع فالأولان⁣(⁣٣)) وهما النفس والعين (يَعُمَّانِ) الواحد المؤنث والمذكر والمثنى والمجموع منهما (باختلاف صيغهما وضميرهما) في هذا الإطلاق نظر؛ لأن الصيغة في المفرد مذكراً ومؤنثاً وفي المثنى حيث تقول:


(١) البيت من بحر الوافر وهو للقطامي في ديوانه، ويروى: قلنا، مكان (قالوا).

اللغة: «التياز»: القصير الغليظ الشديد، «عضل»: العضل جمع عضله الساق وكل لحمة مجتمعة ساق أو غيره فهي عضلة «ذراعاً» ضاق بالأمر ذرعاً أي: لم يطقه.

الإعراب: (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه (التياز) فاعل لفعل محذوف يفسره ما بعده وهو «قالوا» والتقدير: خوطب أو كُلِّم التياز مرفوع بالضمة الظاهرة والجملة من الفعل والفاعل في محل جر بإضافة إذا إليها (ذو) صفة للتياز وذو مضاف و (العضلات) مضاف إليه (قالوا) قال فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة وواو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب مفسرة (إليك) اسم فعل أمر غير متعدي بمعنى: تأخر، والفاعل ضمير وجوباً تقديره: أنت، وقيل: جار ومجرور متعلق بمحذوف (إليك) الثانية توكيد لإليك الأولى (ضاق) فعل ماض مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو (بها) جار ومجرور متعلق بضاق (ذراعاً) تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة وجملة ضاق بها ذراعاً لا محل لها من الإعراب جواب الشرط.

الشاهد فيه: قوله: «إليك إليك» حيث أكد الحرف تأكيداً لفظياً بتكريره مرتين، ولعله من تأكيد الجار والمجرور.

(٢) ومما ورد في الجملة الاسمية قول الشاعر:

أيا من لست أقلاه ولا في الحب أنساه ... لك الله على هذا لك الله لك الله

(٣) لما سمى النفس والعين أولين تغليباً كالقمرين سمى الثالث ثانياً. (جامي).