[البدل]
  الاشتمال وبدل الغلط فالأول) وهو بدل الكل (مدلوله(١)) أي: مدلول التابع (مدلول الأول) أي: مدلول المتبوع بمعنى أن الثاني هو الأول في التحقيق، وإن اختلف اللفظ فالذات واحدة نحو: «جاءني زيد أخوك» فزيد هو الأخ، كما ترى.
  (والثاني) وهو بدل البعض (جزؤه) يعني: أن التابع وهو البدل جزء من المتبوع وهو المبدل منه نحو: «قطعت زيداً يده» فاليد جزء من زيد كما ترى قال تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ٢ نِصْفَهُ}(٢) [المزمل].
  (والثالث) وهو بدل الاشتمال (بينه) أي: بين التابع (وبينه) أي: وبين المتبوع (ملابسة) وعلاقة (بغيرهما) أي: بغير الكلية والجزئية فليس مدلول البدل، مدلول المبدل منه، ولا هو جزء له ومثاله: «سلبت زيداً ثوبه، وأعجبني زيدٌ علمه».
  (والرابع) وهو بدل الغلط (أن تقصد إليه) أي: إلى البدل وهو التابع (بعد أن غلطت بغيره) وهو المتبوع الذي هو المبدل منه، وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام وهو إما أن يبدو للمتكلم من الألفاظ ما هو أصلح وأبلغ مما تكلم به أولاً فيأتي باللفظ الثاني، وهذا أعلى أنواع بدل الغلط ويسمى ترقياً ويأتي في فصيح الكلام نحو قوله:
(١) قال نجم الدين: في هذه العبارة تسامح إذ مدلول أخيك في زيد أخيك لو كان عين مدلول زيد لكان تأكيداً ونحن نَعْرِفُ أن أخيك يدل على أخوة المخاطب ولم يكن يدل عليها زيد لكن مراده أنهما يطلقان على ذات واحدة، وإن كان أحدهما يدل على معنى لا يدل عليه الآخر. منه.
(٢) نصفه بدل من الليل وإلا قليلاً مستثنى من النصف كأنه قال: قم أقل من نصف الليل، وقيل: نصفه بدل من قليل. اعلم أنه يشترط في بدل البعض والاشتمال خاصة أن يكون في البدل ضمير يعود إلى المبدل منه وقد يجيء محذوفاً لفهم المعنى وذلك قليل جداً نحو: قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}[آل عمران: ٩٧]، أي: منهم. (هطيل).