مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 9 - الجزء 2

  وحقيقته في الاصطلاح: (ما وضع لمتكلم أو مخاطب أو غائب) ولا بد في ضمير الغائب من أن يكون قد (تقدم ذكره) أي: ذكر الذي يعود إليه هذا الضمير (لفظاً⁣(⁣١)) نحو: «زيد ضربته» و «ضرب زيد غلامَه» التقديم الحقيقي، أو تقديراً نحو: «ضرب غلامَه زيدٌ» و «غلامَه ضرب زيدٌ» و «ضرب غلام أخيه⁣(⁣٢) زيدٌ» و «غلام أخيه ضرب⁣(⁣٣) زيدٌ» و «وما أراد أخذ زيد» و «وضرب جاريةً يحبها زيد»، وفي التنزيل: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى ٦٧}⁣[طه]، في


= «على علم».

اللغة: (يبدو) بمعنى يظهر. (تضمره البلاد) تخفيه. (العلم) الجبل.

الإعراب: (يبدو) فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره: هو. (وتضمره) الواو عاطفة، وتضمر: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم. (البلاد) فاعل مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة. (كأنه) كأن: حرف تشبيه ونصب، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسمها. (سيفٌ) خبر كأن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة. (على علم) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لسيف. (يسل) فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره: هو، وجملة يسل ونائبه في محل رفع صفة ثانية لسيف، أو في محل نصب حال، ويغمد: الواو عاطفة، (ويغمد) معطوف على يسل، وهو فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره: هو.

الشاهد فيه: قوله: (وتضمره البلاد) حيث استعمل كلمة تضمره بمعنى تخفيه، فالشاهد هنا لغوي.

(١) المراد بالتقدم اللفظي: أن يذكر المفسر قبل الضمير ذكراً صريحاً، سواء كان من حيث المعنى: أيضاً متقدماً نحو: «ضرب زيدٌ غلامَه)؛ لأن الفاعل من حيث المعنى: متقدم على المفعول، أو كان من حيث المعنى: متأخراً كقوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ}⁣[البقرة: ١٢٤]؛ لأن المفعول من حيث المعنى: متأخرٌ عن الفاعل. (نجم الدين).

(٢) فيما تقدم على الفاعل مضاف إلى المضاف إلى ضميره.

(٣) فيما تقدم على الفعل والفاعل مضاف إلى المضاف إلى ضميره.