[المبنيات]
  «غلامهما ولهما»، ولجمع المذكر «غلامهم ولهم» حتى ينتهي (إلى غلامهن ولهن) في جمع المؤنث، فهذه عشرة ألفاظ لاثني عشر معنى كما مر، وقس على ما ذكر هنا موفقاً إن شاء الله تعالى.
  (فالمرفوع) يحترز من المنصوب والمجرور (المتصل) يحترز من المنفصل؛ إذ لا يجد فيما يستتر [فيه]، ولذلك قال الشيخ: (خاصةً(١) يستتر(٢) في) الفعل (الماضي للغائب(٣)) المذكر تقول: «زيد ضرب»، (والغائبة) المؤنثة تقول: «هند ضربت» وذلك لأن الأصل في الضمائر الاستتار، والمفرد سابق، وأكثر استعمالاً من غيره، فجرى على الأصل، ويبرز في المثنى والمجموع منهما نحو: «ضربا وضربتا وضربوا وضربن» ولم يستتر في هذه الأربعة؛ لئلا يلتبس المفرد بغيره، ويظهر في المتكلم والمخاطب مطلقاً نحو: «ضربْتُ وضرَبْنا وضربتَ وضَرَبْتِ وضربْتما وضربتُم وضَرَبْتُنَّ». (و) يستتر (في المضارع للمتكلم مطلقاً) سواء كان مفرداً مذكراً أو مؤنثاً نحو: «أَضْرِبُ»، أو مثنى أو مجموعاً منهما نحو: «نضرب»، ولا يقال: إنه يلتبس المتكلم المفرد المذكر بالمؤنث والمثنى بالمجموع؛ لأنا نقول: قرينة التكلم ترفع اللبس، وأيضاً لم يقع اللبس لأجل(٤) الاستتار،
(١) حال من فاعل يستتر. فإن قيل: فاعله مذكر والخاصة مؤنث، والحال يجب أن يكون مطابقاً لصاحبها؟ قيل: التاء في خاصة للمبالغة لا للتأنيث كالتاء في عَلَّامَة، ويمكن أن تكون الخاصة مصدراً على زنة الفاعلية بمعنى الخصوص، كالعافية بمعنى المعافاة منصوب بفعلٍ محذوف، أي: أخص بالاستتار خصوصاً، والجملة معترضة بين المبتدأ وخبره، أو حال مؤكدة. (غاية).
(٢) اعلم أن الضمير المستتر لا صورة له، وإنما يستعار له صيغة المرفوع المنفصل، فيعبر بها عنه فتقول: «زيد ضرب» أي: هو، ونحوه.
(٣) واستتر ضمير الغائب والغائبة؛ لأنه لما كان مفسر الغائب لفظاً متقدماً في الأصل بخلاف المتكلم والمخاطب - أرادوا أن يكون ضمير الغائب أخص من ضميريهما. (نجم الدين).
(٤) حتى يمنع الاستتار، بل هو حاصل في البارز أيضاً نحو: «ضربت، وضربنا، وأنا، ونحن».