مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[أسماء الإشارة]

صفحة 59 - الجزء 2

[أسماء الإشارة]

  (أسماء الإشارة) هي من جملة المبنيات، وقَصَدَ أسماء الإشارة عند أهل النحو، وحَدَّها بقول أهل اللغة فقال: هي (ما وضع لمشار إليه⁣(⁣١)) فالمشار إليه عند اللغويين معلوم⁣(⁣٢)، وأسماء الإشارة عند أهل النحو مجهولة [لا يعرفها إلا من عرف اصطلاحهم]، فَحَدَّ المجهول بالمعلوم، وعلة بنائها أن وضع شيء منها وضع الحرف نحو: «ذا»، وحملت البواقي عليه، أو لافتقارها إلى ما تبين به من قرينة للإشارة فأشبهت الحرف.

  (وهي) أي: أسماء الإشارة (خمسة: ذا للمذكر⁣(⁣٣)) المفرد عاقلاً كان أو غيره، (ولمثناه) صيغتان (ذان) في حالة الرفع (وذين) في حالة النصب والجر، وهو مبني لما ذكر، وعن بعضهم أنه معرب؛ لانقلاب ألفه ياءً في حالة النصب والجر. قلنا: تلك صيغة⁣(⁣٤) فقط، ولو كان مثنى⁣(⁣٥) لم تشدد نونه نحو: «فذانّك»؛ إذ نون المثنى⁣(⁣٦) لا تشدد بحال، ولما جاء على وتيرة واحدة في بعض اللغات نحو:


(١) إشارة حسية، أعني: بالجوارح والأعضاء دون غيرها من الأسماء كالمضمرات، والمعرب بلام العهد، وغيرهما؛ فإنها موضوعة للمشار إليه إشارة عقلية ذهنية، فعلى هذا لا يشار بأسماء الإشارة إلا إلى محسوس مشاهد قريباً أو بعيداً، فإن أشير بها إلى محسوس غير مشاهد نحو: {تِلْكَ الْجَنَّةُ}⁣[مريم: ٦٣]، أو إلى ما يستحيل مشاهدته نحو: {ذَلِكُمُ اللَّهُ}⁣[الأنعام: ١٠٢] - فلتصييره كالمشاهد. (خالدي).

(٢) لأن المشار إليه لغة مفهوم لكل أحد. (رصاص).

(٣) وقيل: أصله: «ذَوَوٌ» بالواوين، فحذفت الواو الثانية اعتباطاً، أي: بغير علة موجبة، وقلبت الواو الأولى ألفاً؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، وقيل: غير هذا. (غاية تحقيق).

(٤) والجمهور على أن هذا الاختلاف ليس بسبب دخول العوامل، بل ذان وتان موضوعان لتثنية المرفوع، وذين لتثنية المنصوب والمجرور.

(٥) يعني: معرباً.

(٦) المعرب.