[المبنيات]
  وقد يشار بالذي للواحد إلى الاثنين كقوله تعالى: {لَا فَارِضٌ(١) وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ}[البقرة: ٦٨]، وبالذي للواحد للجمع كقول الشاعر:
  ٢٣٨ - ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وسؤال هذا الناس كيف لبيد(٢)
  وذلك كثير. (وأما ثم وهَنَّا وهُنَا فللمكان خاصة) أي: فاللإشارة إلى المكان خاصة، فثم وهَنّا مفتوحة الهاء مشددة النون للبعيد، وهُنَا بالتخفيف وضم الهاء للقريب، وللمتوسط هُنَاك، وللبعيد هنالك، وقد تدخل عليه هاء التنبيه فيقال: «هاهنا»، وقد تلحقه معها كاف الخطاب فيقال: هاهناك وهاهنالك(٣)، وقد يشار بهنالك إلى الزمان قال تعالى: {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ}[الأحزاب: ١١]، أي:
(١) لا مسنة ولا فتية يقال: فرضت البقرة فروضاً من الفرض، والقطع كأنها فرضت سنها، والبكر للأولوية، ومنه البكرة والباكورة. (تفسير البيضاوي).
(٢) البيت من بحر الكامل وهو للبيد بن ربيعة العامري، وهو موجود في ديوانه.
اللغة: يقال: (سمئت) من الشيء سآمة إذا مللته، قيل: إنه قال هذا البيت حين بلغ من العمر المائة والعشرين سنة؛ لأنه عاش مائة وخمسة وأربعين سنة تسعين في الجاهلية، والباقي في الإسلام، قاله الأندلسي.
الإعراب: (ولقد) الواو حسب ما قبلها، واللام واقعة في جواب قسم محذوف، وقد حرف تحقيق، (سئمت) فعل ماض وفاعل، (من الحياة) جار ومجرور متعلق بسئمت، (وطولها) الواو حرف عطف، وطول معطوف على الحياة، وطول مضاف وضمير الغائب مبني في محل جر بالإضافة، (وسؤال) الواو عاطفة، وسؤال: معطوف على الحياة، وسؤال مضاف و (هذا) اسم إشارة ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة، (الناس) الناس بدل من هذا، أو عطف بيان، (كيف) اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم، (لبيد) مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول سدت مسد مفعولي سؤال الذي هو مصدر سأل.
الشاهد فيه: قوله: (هذا الناس) حيث ناب اسم الإشارة المفرد وهو «هذا» مناب ما يكون للجمع وهو «هؤلاء».
(٣) وجه التشكيل أنه لا يجتمع هاء التنبيه واللام؛ لأن هاء التنبيه موضوعة للقريب، واللام للبعيد.