[المبنيات]
  في ذلك الزمان، وكقول الشاعر:
  ٢٣٩ - فقمت إليه باللجام مبادراً ... هنالك يجزيني الذي كنت أصنع(١)
  أي: في ذلك الزمان، وكذلك هَنّا في مثل قوله:
  ٢٤٠ - حَنَّت نوارُِ ولات هَنّا حنتِ ... وبدا الذي كانت نوارِ أجَنَّت(٢)
(١) البيت من بحر الطويل ولم نقف على نسبة له.
اللغة: (اللجام) معروف فارسي معرب، (مبادراً) بدر الشيء أسرع، وتبادر القوم تسارعوا، (يجزيني) جزاه بما صنع يجزيه جزاءً وجازاه بمعنى اصنع إليه، و (صنعا) بالضم أي: معروفاً.
الإعراب: (فقمت) الفاء عاطفة، وقمت: فعل وفاعل، و (إليه) جار ومجرور متعلق بقمت، (باللجام) جار ومجرور متعلق بمبادر، و (مبادراً) حال منصوب بالفتحة، (هنالك) هنا: ظرف زمان متعلق بيجزي، والكاف حرف خطاب (يجزيني) يجزي: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره: هو، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به، (بالذي) الباء حرف جر، والذي: اسم موصول مبني على السكون في محل جر، والجار والمجرور متعلق بيجزي، (كنت) كان فعل ماض ناقص والتاء اسمها، (أصنع) فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره: أنا، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان، والعائد محذوف تقديره: أصنعه، وجملة كان واسمها وخبرها صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد فيه: قوله: (هنالك) حيث استعمل اسم الإشارة للزمان.
(٢) البيت من بحر الكامل وهو لشبيب بن جعيل يخاطب أمه نوار بنت عمرو بن كلثوم، وقد أسره بنو قتيبة في حرب.
اللغة: (حنت) من الحنين وهو الشوق وتوقان النفس، (نوار) اسم امرأة قوله: (أجنت) أي: سترت و (بدا) أي: ظهر، (هَنّا) لغة في هُنَا بتشديد النون، وهي في الأصل اسم إشارة للمكان، ولكنهم في هذا البيت توسعوا فيها واستعملوها للزمان، فخرجت عن كونها اسم إشارة.
الإعراب: قد اختلف في توجيه إعراب هذا البيت وسنأتي بالأوجه جميعاً: (حنت) حن: فعل ماض، والتاء تاء التأنيث الساكنة، (نوارُ) فاعل حن مرفوع بالضمة الظاهرة، وقيل: إنه مبني على الكسر في محل رفع (ولات) الواو حالية، ولات: حرف نفي تعمل عمل ليس، (هنا) أعربه ابن عصفور اسم لات، وجعل حنت خبرها على تقدير مضاف، أي: ليس ذلك الوقت وقت =