مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الموصول]

صفحة 66 - الجزء 2

  أي: وليس الحين حين حَنَّت.

[الموصول]

  (الموصول) هو من جملة المبنيات، وعلة بنائه احتياجه إلى صلة وعائد، فأشبه الحرف، وحقيقته هو: (ما لا يتم جُزْءاً⁣(⁣١)) للكلام فلا يكون فاعلاً ولا مبتدأ، ولا مفعولاً ولا صفة، ولا غير ذلك (إلا بصلة⁣(⁣٢)) تليه⁣(⁣٣) يوصل بها (وعائد)


= حنت، فاقتضى إعرابه الجمع بين معموليها، والبعض من النحويين جعل «هنا» خبرها، وأضافها إلى الجملة بعدها، وجعل اسمها محذوفاً، والفارسي أتى بوجه آخر وهو أحسن الأوجه بأن جعل «لات» مهملة، و «هنا» خبر مقدم، و «حنت» مبتدأ مؤخر بتقدير أن، مثل: تسمع بالمعيدي خيرٌ من أن تراه والتقدير: ولا هنالك حنين. (حنت) حن: فعل ماض، والتاء تاء التأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره: هي، وجملة لات من اسمها وخبرها في محل نصب حال، (وبدا) والواو عاطفة، وبدا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر، (الذي) اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل، (كانت) كان فعل ماض ناقص، والتاء تاء التأنيث الساكنة، (نوار) اسم كان مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، (أجنت) أجن: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء تاء التأنيث الساكنة، والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره: هي، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان، والجملة من كان واسمه وخبره لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.

الشاهد فيه: في البيت شاهدان: أولهما قوله: (هنا) حيث أشير بها إلى الزمان، والأصل أن تكون للمكان، وثانيهما قوله: (لات هنا) حيث عملت لات في هنا، وقيل: (لات) هنا غير عاملة لأنها مهملة بسبب تقديم الخبر وهو «هنا» على المبتدأ وهو «حنت» المؤول بحنين، وليس «هنا» اسمها و «حَنَّت» خبرها على تقدير: ولات الوقت وقت حين؛ لأن «هنا» لا تخرج عن الظرفية و «لات» لا تعمل في معرفة.

(١) قوله: «يتم جزءاً ... إلخ» انتصب جزءاً على التمييز، أي: يتم جزئيته، أو على الحال، أي: لا يتم حال كونه جزءاً للكلام إلا بصلة وعائد، أو على أنه خبر يتم؛ لأن الأفعال الناقصة لا حصر لها كما سيجيء.

(٢) الصلة تطلق على ثلاثة أشياء: [أحدها] على الحرف فيقال: هذا الحرف صلة، أي: زائد دخوله وخروجه سواء، و [الثاني] على حرف الجر في نحو: «مررت بزيد»، فالباء صلة وصل بها الفعل إلى الاسم، والثالث: صلة بمعنى التمام كما في هذا الباب. (هطيل).

(٣) والمراد بالصلة معناها اللغوي لا الاصطلاحي، فإن الاصطلاحي: عبارة عن جملة مذكورة بعد الموصول مشتملة على ضمير عائد إليه، فمعرفتها موقوفة على معرفة الموصول، فلو عرف =