مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الموصول]

صفحة 67 - الجزء 2

  من الصلة إليه؛ ليربط فيما بينهما، (وصلته جملة) أو ما في معناها كاسم الفاعل واسم المفعول كما يأتي، وتلك الجملة (خبرية⁣(⁣١))؛ لأن الغرض من الموصول التوصل به إلى وصف المعارف بالجمل، وقد مرّ، فيحترز من الجملة الإنشائية كما مر في علة اشتراط الجملة الخبرية في الصفة، (والعائد⁣(⁣٢) ضمير له) أي: للموصول يرجع إليه؛ لربط الجملة به؛ لئلا تكون أجنبية كما مر، (وصلة⁣(⁣٣) الألف واللام اسم فاعل) نحو: الضارب والضاربة، (أو) اسم (مفعول) نحو: المضروب والمضروبة، وذلك لأن الألف واللام بهذه الاسمية تشبه آلة⁣(⁣٤) التعريف التي هي حرف، وقد جعلنا تلك من خواص الأسماء، فلا تدخل إلا على اسم فكذا هذه اشتقاقاً لها من الجملة الفعلية التي تصلح صلة للموصول اسماً كما مثلنا؛ إذ لا يمكن اشتقاق الاسم إلا من الجملة الفعلية، وفي ذلك وفاء


= الموصول بها لزم الدور، والقرينة على أن المراد بها معناها اللغوي لا الاصطلاحي قوله: (وعائد) فإنه لو أريد بها معناها الاصطلاحي لكان هذا القول مستدركاً؛ لأنه لإخراج مثل «إذ» و «حيث»، وليس لهما صلة اصطلاحية. (جامي).

(١) قال (نجم الدين): لأن وضع الموصول على أن يطلقه المتكلم على ما يعتقد أن المخاطب يعرفه، والجملة الإنشائية لا يعرف مضمونها إلا بعد إيراد صيغتها. منه.

(*) (فائدة) ويجوز تقديم معمول الصلة عليها كقولك: «جاءني الذي زيداً أضرب»، فإن كان الموصول الألف واللام أو أن المصدرية لم يجز؛ لشدة اتصالها بالصلة.

(٢) قال نجم الدين: واعلم أنه إذا كان الموصول أو موصوفه خبراً عن متكلم جاز أن يكون العائد إليه غائباً وهو الأكثر؛ لأن المظهرات غُيَّبٌ نحو: «أنا الذي قال كذا»، وجاز أن يكون متكلماً حملاً على المعنى، قال علي #: أنا الذي سمتني أمي حيدرة. قال المازني: لو لم أسمعه لم أجوِّزْه. منه.

(٣) فيه إشارة إلى أن الموصول مجموعهما لا اللام على ما هو المختار في حرف التعريف، هكذا في شرح المفتاح للتفتازاني والشريف المحقق، لكن المفهوم اللام، ويوافقه قول المصنف في باب اسم الفاعل: فإن دخلت اللام استوى الجميع.

(٤) لفظاً ومعنى، وأما لفظاً فواضح، وأما معنى فلأنها للتعريف مثل اللام الحرفية. (سعيدي).