مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 68 - الجزء 2

  بالغرضين⁣(⁣١)، فمعنى الضارب الذي ضرب، ومعنى الضاربة التي ضربت، والمضروب الذي ضُرب، والمضروبة التي ضُرِبت، وشرع في تعداد الموصولات فقال: (وهي: الذي) للمفرد المذكر، (والتي) للمفرد المؤنث، وأصلهما لذٍ⁣(⁣٢) ولتٍ، فهما اسمان منقوصان، نحو: «عَمٍ» و «شج»، وقد جاء فيهما لغات (الذيُّ) بتشديد الياء مضمومة ومكسورة، وبحذفها وكسر الذال وإسكانها، وكسر⁣(⁣٣) التاء في التي، وحذف الياء في «التي» فقط.

  (واللذان واللتان بالألف والياء) يعني في المثنى المذكر والمثنى المؤنث بالألف رفعاً والياء نصباً وجراً، وقد تحذف نونهما لطول الكلام، فيقال: اللذا واللتا، وقد تشدد النون فيقال: اللذانّ واللتانّ، (والأُولى والذين) للجمع المذكر⁣(⁣٤) خاصة رفعاً ونصباً وجراً على وتيرة واحدة، وقد جاء حذف نون الذين في بعض اللغات كقوله:


(١) كونها من الموصولات وحقها أن تدخل على جملة، وكونها مشابهة لآلة التعريف وحقها أن تدخل على اسم.

(*) وهما الإشتقاق من الفعلية، ودخول الألف واللام على الاسم.

(٢) ثم أدخلوا عليها اللام الزائدة تحسيناً للفظ حتى لا يكون كالمعرفة الموصوف بالنكرة، وهذا عند البصريين، وقال الكوفيون: أصل الذي الذَّال الساكنة على ما ذكروه أيضاً في المبهم، ثم لما أرادوا إدخال اللام عليها زادوا لاماً متحركة؛ لئلا يجمعوا بين الذَّال الساكنة ولام التعريف الساكنة، ثم حركوا الذال بالكسر، وأشبعوا الكسر فتولدت «ياء» كما حركت ذال «ذا» بالفتح وأشبع فتولد ألف، وكل هذا قريب من دعوى علم الغيب. (نجم الدين).

(*) المقصود بالذال الساكنة حرف الذال وحده. تمت تعليق.

(٣) في (د): وفي التي الت بحذف الياء وكسر التاء.

(٤) وذكر في الجامي: أن الألى على وزن العلا لجمع المذكر والمؤنث إلا أنه في جمع المؤنث أشهر. (منه).