مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 69 - الجزء 2

  ٢٤١ - وإن الذي حانَتْ بفلج دماؤُهم ... هم القوم كل القوم يا أمَّ خالد(⁣١)

  وجاء اللذون رفعاً في بعض اللغات كقوله:

  ٢٤٢ - نحن اللذون صبحوا الصباحا ... يوم النخيل غارة ملحاحا(⁣٢)


(١) البيت من بحر الطويل وهو للأشهب بن رميلة، وهو الأشهب بن ثور بن أبي حارثة بن عبد المدان، ورُميلة - بضم الراء وفتح الميم - هي أمه، وكانت أمة لخالد بن مالك الربيعي بن سلمى بن جندل، فابتاعها ثور فولدت له أربعة أحدهم الأشهب.

اللغة: (الذي) يعني أن الذين بدليل دماؤهم، (حانت) أي: هلكت من الحين - بفتح الحاء - وهو الهلاك يستعمل بمعى هلك، أي: لم يؤخذ في دمائهم قصاصٌ ولا دية، (فلج) اسم موضع، وقيل: اسم نهر صغير (دماؤهم) أي: نفوسهم.

الإعراب: (إن) حرف توكيد ونصب، (الذي) اسم موصول مبني على فتح النون المحذوفة في محل نصب اسم إنَّ، (حانت) حان: فعل ماض مبني على الفتح، والتاء للتأنيث، (بفلج) جار ومجرور متعلق بحان، (دماؤهم) فاعل مرفوع بالضمة، ودماء مضاف وهم مضاف إليه في محل جر، (هم) ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ (القومُ) خبر إن مرفوع بالضمة، وجملة «هم القوم» في محل رفع خبر إنَّ وجملة حان وفاعلها لا محل لها صلة الموصول، (كل) صفة لقوم مرفوعة بالضمة، وكل مضاف و (القوم) مضاف إليه مجرور بالكسرة، (يا) حرف نداء، (أمَّ) منادى مضاف منصوب بالفتحة، وأم مضاف و (خالد) مضاف إليه مجرور بالكسرة.

الشاهد فيه هنا: قوله: «الذي» حيث إن أصله «الذين» فحذف النون تخفيفاً.

(٢) البيت من الرجز وهو لعنترة، كما في ديوانه.

اللغة: (النُّخيل) بضم النون وفتح الخاء: تصغير نخل، موضع بالشام (غارة) اسم مصدر والقياس إغارة (ملحاحاً) بكسر الميم من ألح السحاب: دام مطره.

الإعراب: (نحن) ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ، (اللذون) اسم موصول خبر المبتدأ مرفوع بالواو، وبعضهم أعربه مبني على الفتح في محل رفع وقيل صفة لمحذوف، والتقدير: القوم الذين (صبحوا) فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، (الصباحا) ظرف منصوب، وقيل: مفعول به، (يوم) أيضاً ظرف منصوب، وهما متعلقان بقوله: صبحوا، ويوم مضاف و (النخيل) مضاف إليه، (غارةً) مفعول لأجله، ويجوز أن يكون حالاً بتأويله بمشتق، أي: مغيرين، (ملحاحاً) نعت لـ «غارة».

الشاهد فيه: قوله: (اللذون) حيث جاء بالواو في حالة الرفع كما لو كان جمع مذكر سالم.