[المبنيات]
  ٢٤٦ - ألا تسألان المرءَ ماذا يحاول ... أنحبُّ فيُقضى أم ضلال وباطل(١)
  وهذا عند سيبويه، وقال الكوفيون: كل أسماء الإشارة تأتي(٢) موصولة مطلقاً كقوله تعالى: {ثُمَّ أَنْتُمْ(٣) هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ}[البقرة: ٨٥]، و {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ}[النساء: ١٠٩]، قلنا: هذه أسماء إشارة منصوبة على الاختصاص، أي: أعني هؤلاء، أو مرفوعة تأكيداً لغوياً لأنتم، (والألف واللام) تأتي بمعنى الذي(٤) أو التي كما تقدم نحو:
(١) البيت من بحر الطويل وهو للبيد بن ربيعة العامري.
اللغة: (يحاول) من المحاولة، وهي: استعمال الحيلة والحذق في تدبير الأمور وتقليب الفكر للوصول إلى المقصود، (أنحب) يطلق النحب بفتح فسكون على النذر، وهو: ما يوجبه الإنسان على نفسه.
الإعراب: (ألا) أداة استفتاح، (تسألان) فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين فاعل، (المرءَ) مفعول به لتسألان، (ماذا) ما: اسم استفهام مبتدأ، وذا اسم موصول بمعنى الذي مبني في محل رفع خبر المبتدأ، (يحاول) فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر جوازاً تقديره: هو يعود إلى المرء، والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره: يحاوله، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول ثان لتسأل، وهو معلق في اللفظ عامل في المعنى، (أنحبُّ) الهمزة للاستفهام، ونحبٌ: بدل تفصيل من ما الاستفهامية الواقعة مبتدأ، وبدل المرفوع مرفوع، (فيقضى) الفاء عاطفة، يقضى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره: هو، (أم) حرف عطف، (ضلال) عطف على نحب، (وباطل) الواو حرف عطف، وباطل معطوف على ضلال.
الشاهد فيه: قوله: (ماذا يحاول) حيث استعمل ذا موصولة بمعنى الذي، وأخبر بها عن ما الاستفهامية، وأتى لها بصلة وهو جملة «يحاول».
(٢) عبارة الرصاص: قد تقع موصولة.
(٣) وتقدم في المنادى عن الكوفيين أنهم يجعلون الآية مما حذف فيه حرف النداء من اسم الإشارة، فتحقق ذلك.
(٤) إذا كان اسم الفاعل والمفعول بمعنى الحدوث، لا إذا كان بمعنى الثبوت والاستمرار مثل: القاضي والمؤمن.