مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 85 - الجزء 2

  (وأيٌّ⁣(⁣١) وأيّةٌ كـ «ما»⁣(⁣٢)) في أقسامها (إلا في التمام) فلا تأتيان تامتين، مثال الموصولتين: «اضرب أيهم وأيتهم في الدار» قال تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ٦٩}⁣[مريم]، ومثال الاستفهاميتين: «أيُّ الرجلين، وأيّةُ المرأتين عندك»، قال تعالى: {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا}⁣[مريم: ٧٣]، مثال الشرطيتين: «أيهم وأيتهن يأتني أكرمه وأكرمها»، قال تعالى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}⁣[الإسراء: ١١٠]، ومثال الموصوفتين⁣(⁣٣): «يا أيها الرجل، ويا أيتها المرأة»، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}⁣[الممتحنة: ١]، و {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ٢٧}⁣[الفجر]، ومثال الصفة: «مررت برجل أيِّ رجل»، و «بامراة أية امرأة»، قال الشاعر:

  ٢٥٥ - دعوت امرءاً أيَّ امرئ⁣(⁣٤) فأجابني ... وكنت وإياه ملاذاً وموئلاً(⁣٥)


(١) عبارة الجامي: وأي وأية كـ «من» في ثبوت الأمور الأربعة وانتفاء التامة والصفة، ثم قال فيه: قيل: أي: يقع صفة اتفاقاً، فلِمَ جعلها المصنف كمن التي لا تقع صفة أصلاً؟ وأجيب: بأن أي الواقعة صفة هي في الأصل استفهامية؛ لأن معنى «مررت برجل أيِّ رجل» أي: رجل عظيم يسأل عن حاله لا يعرفه كل أحد، نقلت عن الاستفهامية إلى الصفة.

(٢) هكذا في متن الخبيصي ونخ (د) وبقية المتون المخطوطة لدينا وفي المطبوعة: كـ «من» بدون زيادة كما في الرضي.

(٣) قال نجم الدين: ولا أعرف كونها موصوفة إلا في النداء. ولا يعرف كونهما موصوفتين في غير هذا المقام، وأجاز الأخفش كونهما موصوفتين في غير هذا المقام نحو: «مررت بأيٍّ محسنٍ إليك». (غاية).

(٤) وسواء كان الموصوف مذكوراً كالبيت، أو محذوفاً كقوله:

إذا حارب الحجاج أيَّ منافق ... علاه بسيف كلما هز يقطع

اهـ (خالدي) أي: منافقاً أي منافقٍ.

(٥) البيت من بحر الطويل ورد في مراجعه غير منسوب.

اللغة: (المرء) الرجل، ولا يجمع على لفظه، (ملاذاً) لاذ به لجأ إليه، وعاذ به، وبابه قال، (الموئل) الملجأ، وقد وأل إليه أي: لجأ به.

الإعراب: (دعوت) دعا: فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، (امرءا) مفعول به لدعوت، (أي): صفة لامرئ، (وأي) مضاف و (امرئ) مضاف إليه مجرور =