[الأصوات]
  يعربون الجميع مطلقاً(١)، ومنه:
  ٢٥٨ - ومَرَّ دهرٌ على وبارٍ ... فهلكَتْ جهرةً وبارُ(٢)
[الأصوات]
  (الأصوات) هي من جملة المبنيات، وبنيت لعدم(٣) موجب الإعراب فيها وهو التركيب؛ إذ لم تضع له، أو لأن وضع شيء منها وضع الحروف، وحمل سائرها عليه، وحقيقتها (هي: كل لفظ(٤) حكي به صَوْتٌ(٥) أو صُوِّتَ(٦) به
(١) سواء كان آخره راء أو لا.
(٢) البيت من مخلع البسيط وهو للأعشى ميمون بن قيس، وقبله:
ألم تروا إرماً وعاداً ... أودى بها الليل والنهارُ
اللغة: (إرم وعاد) قبيلتان من العرب وقيل: إن إرم اسم البلد وعاد اسم القبيلة (أودى بها) أهلكها.
الإعراب: (ومَرّ) الواو: حرف عطف، ومرّ: فعل ماض مبني على الفتح، (دهرٌ) فاعل مرفوع بالضمة، (على) حرف جر، (وبار) اسم مجرور، والجار والمجرور متعلق بـ «مَرّ»، (فهلكت) الفاء عاطفة، وهلك: فعل ماض، والتاء للتأنيث، (جهرةً) منصوب على الظرفية عامله هلكت، أو مفعول مطلق، أو حال، (وبارُ) فاعل هلكت مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشاهد فيه: (وبار) فإن هذه الكلمة قد وردت مرتين في البيت، وهي في المرة الأولى مكسورة، وفي الثانية مرفوعة، فيدل كسرها في المرة الأولى أنه بناها على الكسر؛ لكونها علماً على زنة فَعالِ بفتح الفاء مختوماً بالراء، ولو أنه أعربه لجاء به مفتوحاً؛ لأنه حينئذٍ ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، فدل على أنه مبني، وأما في المرة الثانية فقد جاء بهذه الكلمة مرفوعة فدل بذلك على أنه عامل هذه الكلمة معاملة الاسم الذي لا ينصرف، فكأن الشاعر بذلك قد استعمل اللغتين جميعاً، فتأمل.
- فالشاهد للشارح في قوله: (هلكت وبار)، وأما قوله (على وبار) فلا شاهد فيه كما أوضحناه.
(٣) الأولى عبارة الجامي: وبنيت لجريها مجرى ما لا تركيب فيه من الأسماء.
(٤) وإنما قال: كل لفظ ولم يقل: كل اسم - لعدم الوضع فيها كما عرفت. تمت جامي.
(٥) أي: يصدر على لسان الإنسان تشبيهاً بصوت شيء. (جامي).
(*) قال في شرح ابن هطيل: والحكاية وإن كانت من شرطها أن تكون مثل المحكي إلا أنه لما تعسر عليهم أو تعذر الإتيان بمثل تلك الأجراس - أخرجها على أدنى ما يمكن من الشبه بين الصورتين. (بلفظه).
(٦) قوله: أو صُوِّت به للبهائم، فإن قيل: لم يذكر قسماً ثالثاً وهو: ما صوت به الإنسان ابتداء من =