مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 103 - الجزء 2

  ضربتُ» و «كم يوماً أو يومٍ سرتُ»، و «كم رجلاً أو رجلٍ ضربتُ» فكم مفعول مقدم لضربتُ؛ إذ⁣(⁣١) لا يتقدم عليها عاملها [لاستحقاقها التصدير]، ويصح أن تكون «كم» مرفوعة بالابتداء، والعائد محذوف، وذلك على ضعف⁣(⁣٢)، أي: كم رجل ضربت، وهذا إذا لم يشتغل الفعل بضميره، فإن اشتغل نحو: كم رجلاً أو رجلٍ ضربتُه» كان كباب ما أضمر عامله على شريطة التفسير يختار الرفع، ويجوز النصب كما مر.

  (وكل ما قبله) أي: قبل كم (حرف جر أو مضاف فمجرور) أي: فكم مجرور المحل بذلك نحو: «بكم رجلاً أو رجلٍ مررت»، و «غلام كم رجلاً أو رجلٍ⁣(⁣٣) أكرمت»، ونحو ذلك.

  (وإلا) يكن كذلك (فهو) أي: كم (مرفوع مبتدأ) نحو: «كم رجلاً عندك أو رجل» و «كم غلاماً أو غلامٍ في داري» فكم هنا مرفوع المحل بالابتداء، والذي بعد التمييز خبره، وهذا (إن لم يكن ظرفاً) وهو يكون ظرفاً إذا كان مميزه ظرفاً كما سبق، (وخبراً إن كان⁣(⁣٤) ظرفاً) نحو: «كم يوماً سفرك»، و «كم عاماً حجك»، و «كم يومٍ سفري»، و «كم عامٍ حجي». (وكذلك أسماء


(١) لا محل للتعليل هنا فالأولى في العبارة: ولم يتقدم ... إلخ.

(٢) لأن حذف العائد من الجملة الخبرية إلى المبتدأ ضعيف. (سعيدي).

(٣) وإنما جاز تقديم حرف الجر أو المضاف عليهما مع أن لهما صدر الكلام لأن تأخير الجار عن المجرور ممتنع؛ لضعف عمله، فجوز تقديم الجار عليهما على أن تجعل الجار اسماً كان أو حرفاً مع المجرور ككلمة واحدة مستحقة للصدر. (جامي بلفظه).

(٤) وإنما لم يصح أن يجعل مبتدأ لأنه ظرف، والمبتدأ هو الخبر، وليس اليوم هو السفر، فإذا جعل السفر مبتدأ فكم الخبر، وتقدر متعلقه محذوفاً تقديره: «سفرك ثابت أو حاصل». (رصاص). خلاف قولك: «كم رجلاً إخوتك» فإن الرجال هم الإخوة. (رصاص).