[المبنيات]
  الاستفهام(١) والشرط) أي: ومما يرفع وينصب ويجر على حسب العوامل أسماء الاستفهام والشرط، وإن لم يكونا من الكنايات لكن أدخلهما هنا لهذا الوجه نحو: «مَنْ عندك» و «مَن أبوك» و «من ضربتَ ضربته»، و «ما حالك» و «ما لبستَه لبستُه» حيث «مَنْ(٢) وما» مبتدآن في استفهامٍ وشرطٍ، و «من ضربتَ»، و «مَن قتلتَ قتلتُ»، و «ما ركبتَ ركبتُ» حيث هما مفعولان في استفهام وشرط، والعامل فيهما في حالة الشرط هو الجزاء على الصحيح، وقيل: هو الشرط(٣).
  ومثالهما مجرورين بالإضافة أو الحرف «غلام من قتلت» و «سرج ما شريت»، و «بمن مررت» و «بما مررت»، و «بمن تمرر أمرر» و «بما تُجب أجب» وقس على هذا موفقاً، إن شاء الله تعالى.
  (وفي(٤) مثل تمييز:
  ٢٦٢ - كم عمةٍ لك يا جرير وخالةٍ) ... فدعاء قد حلبت عليَّ عشاري(٥)
(١) في هذا الإطلاق نظر؛ لأن ذلك خاص في «من وما»، وأما غير هذه فما كان ظرفاً من هذه الأسماء كـ «متى وأين وإذا» إذا لم ينجر بحرف الجر نحو: «من أين» فلا بد من كونها منصوبة المحل على الظرفية، وقد تخرج «إذا» عن الظرفية كما يأتي في الظروف، وترتفع أسماء الاستفهام محلاً مع انتصابها على الظرفية إذا كانت خبر مبتدأ مؤخر نحو: «متى عهدك بفلان»، وأما أسماء الشرط الظرفية، فلا تكون إلا منصوبة على الظرفية أبداً، وما ليس بظرف كـ «من وما» تقع مواقع «كم» يعني: مرفوعة ومنصوبة. (نجم الدين معنى).
(٢) ولا يتأتى فيهما بالخبرية؛ لامتناع ظرفيتهما. (جامي).
(٣) واختار هذا في شرح ابن هطيل، وقواه نجم الدين، وضعف القول الأول، أعني: كون الجزاء هو العامل؛ لجواز قولك: «أي رجل يضرب فأنا أضربه»، فهذا ليس له جواب يصح عمله في اسم الشرط؛ لأن فاء السببية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها، فوجب أن يكون العامل الشرط لاطراد عمله.
(٤) يعني: فيما احتمل الاستفهام والخبر، وذكر المميز وحذفه. (جامي).
(٥) البيت من بحر الكامل وهو للفرزدق من كلمة يهجو بها جريراً.
اللغة: (فدعاء) هي المرأة التي اعوجت أصبعها من كثرة حلبها، ويقال: الفدعاء هي التي أصاب =