مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 108 - الجزء 2

  أي: وكنت أولاً.

  فإن ذكر المضاف إليه نصب إلا أن يدخل عليها جار جُرّت به⁣(⁣١)، ولا ترفع أبداً، (وأجري مجراه) أي: مجرى الظرف المقطوع عن الإضافة في البناء على الضم لما ذكر⁣(⁣٢) («لا غير»، وليس⁣(⁣٣) غير، وحسب⁣(⁣٤)) وإن كانت هذه ليست بظروف، وتبنى هذه على الضم مطلقاً سواء نوي المضاف إليه أو لم ينو؛ لأنها أسماء لازمة للإضافة.

  فإن ذكر المضاف إليه فيها أعربت بالحركات كلها على حسب العوامل، و «غير» هنا منصوبة المحل على خبرية ليس، واسمها ضمير فيها عند المبرد.

  (ومنها) أي: ومن الظروف المبنية (حيث) بالحركات الثلاث في الثاء، فالضم كقبل وبعد، والفتح للتخفيف، والكسر لالتقاء الساكنين الياء والثاء؛ إذ أصل البناء على السكون، وكان القياس كسر الأول من الساكنين، لكن خشيوا من تحركه وانفتاح ما قبله وجوبَ قلبه ألفاً، فحركوا الحرف الصحيح بالكسر لذلك، وبنيت للزوم افتقارها إلى جملة تضاف إليها [فأشبهت الحروف التي تفتقر إلى غيرها]، (ولا تضاف) حيث (إلا إلى جملة) اسمية أو فعلية (في الأكثر⁣(⁣٥)) من اللغة العربية نحو: «جلست حيث زيدٌ جالسٌ، وحيث جلس


(١) وهي من خاصة.

(٢) أي: لقطعها عن الإضافة. (خبيصي). والمضاف إليه منوي.

(٣) ولا يحذف منه المضاف إليه إلا بعد لا وليس نحو: «افعل هذا لا غير» و «جاءني زيد ليس غير».

(٤) وأما حسب فجاز حذف ما أضيف إليه؛ لكثرة الاستعمال، وبني على الضم لشبهها بغير؛ لأنه لا يتعرف بالإضافة مثله. (خالدي).

(٥) يعني: أنها ليست للشرط المحقق؛ لأن وضعها لما يتحقق وقوعه، والشرط مشكوك فيه، ولذلك لم يجزم بها، والفاء الداخلة في جوابها زائدة. (نجم ثاقب).