[المبنيات]
  ودليل اسميتها وقوعها مفعولةً كقوله ÷ لعائشة: «إني لأعلم إذا كنت(١) عني راضية»، ووقوعها بدلاً عن الظرف نحو: «آتيك غداً إذا طلعت الشمسُ»، ودخول حرف الجر عليها كقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا}[الزمر: ٧٣]، وغير ذلك.
  وتجيء لمجرد الزمان نحو: «آتيك إذا احْمَرَّ البُسْرُ»، أي: وقت احمراره؛ فلذلك قال: غالباً. ومنه قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١}[الليل]، أي: أقسم بالليل وقت غشيانه(٢).
  (وقد تكون للمفاجأة فيلزم) وقوع (المبتدأ بعدها) غالباً أي: في أغلب الأحوال؛ لئلا ينتقض ما تقدم في باب ما أضمر عامله نحو: «خرجت فإذا زيداً يضربه عمرو»، ومثال المبتدأ هنا: «خرجت فإذا السبع»، وقول الشاعر:
  ٢٦٦ - وكنتُ أُرى زيداً كما قيل سيِّداً ... إذا أنه عبدُ القفا واللُّهَازِم(٣)
(١) قيل: سَأَلتْهُ بماذا يعلم؟ قال: إذا حلفت وأنت راضية، قلت: ورب محمد، وإذا كنت غير راضية قلت: ورب إبراهيم.
(٢) فالمقصود بالآية الكريمة أنه أقسم بالليل في حالة الغشيان، ولو كانت إذا شرطية لزم أن يكون تقديره: إذا يغشى الليل أقسم؛ فلا يحصل القسم حتى يحصل الغشيان، والمعلوم خلافه، فكأنه قال: أقسم الآن بالليل في حالة من حالاته. (رصاص).
(٣) هذا البيت من بحر الطويل، أنشده سيبويه ولم ينسبه إلى قائل معين.
اللغة: (اللهازم) جمع لهزمة بكسر اللام والزاي، وبينهما هاء ساكنة، وهي طرف الحلقوم، ويقال: هي عظم ناتئ تحت الأذن، وقوله: (عبد القفا واللهازم) كناية عن الخسة والدناءة والذلة؛ لأن القفا موضع الصفع واللهزمة موضع اللكز.
الإعراب: (وكنت) الواو حسب ما قبلها وكان: فعل ماض ناقص، وتاء المتكلم اسمه، (أُرى) فعل مضارع مبني للمجهول بمعنى أظن مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، ونائب الفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره: أنا، (زيداً) مفعول أول (كما قيل) الكاف: حرف جر، وما: مصدرية وقيل إنها والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من «زيداً»، و (قيل) =