مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 113 - الجزء 2

  وما دَلَّ على اسمية «إذا» دل على اسمية «إذ».

  (ومنها) أي: ومن الظروف المبنية (أين وأنى للمكان استفهاماً وشرطاً) نحو: «أين زيدٌ»، و «أين تجلس أجلس»، و «أنّى القتال» و «أنّى تأتني أكرمك»، وقد جاءت «أنّى» بمعنى كيف نحو: قوله تعالى: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}⁣[البقرة: ٢٢٣]، أي: كيف شئتم، وبنيتا لتضمنهما حرف الاستفهام أو الشرط، وفتحت نون أينَ لمثل ما ذكرناه في حيث مفتوحة الثاء.

  (و) من الظروف المبنية لمثل ما ذكرنا في «أين وأنى» (متى) وهي: (للزمان فيهما) أي: في الاستفهام والشرط نحو: «متى القتال» و «متى تأتني أكرمك»، والفرق بينها وبين إذا الشرطية أن هذه للمبهم من الزمان في الاستفهام، ولِمَا لا يتحقق وقوعه في الشرط، وتلك غالباً لما يقطع بحصوله. (و) من الظروف المبنية لتضمنها همزة الاستفهام (أيان) وهي: (للزمان استفهاماً) في الأمور العظيمة نحو: {أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ ١٢}⁣[الذاريات]، {أَيَّانَ مُرْسَاهَا ٤٢}⁣[النازعات]، {أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ٢١}⁣[النحل]، {أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ٦}⁣[القيامة]، وفتحت نونها لالتقاء الساكنين كما مر، وأصلها أيُّ أوانٍ حذفت الياء الثانية من أي، وهمزة أوانٍ تخفيفاً، فقيل: أيْوَان اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياءً وأدغمت⁣(⁣١) في الياء وفتحت، فقيل: أيَّان.


= مضافة؛ لأن «ما» كفت عن الإضافة، (على الرسول) جار ومجرور متعلق بأتيت، (فقل) الفاء جواب إذما، وقل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره: أنت، (حقاً) صفة لمصدر محذوف تقديره: قولاً حقاً، (عليك) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لحقاً، (إذا) ظرفية حينية فقدت معنى الشرطية متعلقة بالفعل قل، (اطمأن) فعل ماض مبني على الفتح، (المجلس) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها.

الشاهد فيه: المجازاة بـ (إذما) بدليل وقوع الفاء في الجواب.

(١) هكذا في الموشح، وفيه أن المدغم هو الياء الأصلية لا المنقلبة.