مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 115 - الجزء 2

  ٢٦٨ - قالت أمامة ما لجسمك شاحباً ... منذ ابتذلت ومثل مالك ينفع(⁣١)

  وما ذكره في المدة فمعناه «مذ كان يوم الجمعة، ومذ كان يومان»، نعم، وأصل مذ منذ لتصغيرها على مُنَيْذ، وهو يرد الأشياء إلى أصولها، ولتحريك مُذْ بالضم إذا لقيها ساكن نحو: «مُذُ اليوم» رداً لها إلى أصلها نحو: هُمُ القوم⁣(⁣٢).

  (وقد يقع) بعد مذ ومنذ (المصدر) نحو: «ما رأيته مذ سفره ومنذ سفره»، (أو الفعل) نحو: «ما رأيته مذ سافر، ومنذ سافر»، (أو أنْ⁣(⁣٣)) نحو: «ما رأيته مذ أن سافر، ومنذ أن سافر»، (فيقدر زمان مضاف) محذوف، وأقيم المضاف إليه مقامه أي: مذ زمان سفره، ومنذ زمان سفره، ومذ زمان سافر، ومنذ زمان


(١) البيت من الكامل وهو لأبي ذؤيب الهذلي من قصيدة يرثي بها بنيه.

اللغة: (أميمة) اسم امرأة، (شاحباً) شحب لونه شحوباً، وشحوبة: تغير من هزال أو جوع أو سفر، (الابتذال) ضد الصيانة، والمبتذل: لابس الثوب الخلق.

الإعراب: (قالت) قال: فعل ماض، والتاء للتأنيث، (أميمةُ) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة، (ما) اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، (لجسمك) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ما، (شاحباً) حال منصوب بالفتحة الظاهرة، (منذ) ظرف مبني متعلق بما قبله، (ابتذلت) ابتذل: فعل ماض، وتاء المخاطب ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل، والجملة في محل جر بإضافة منذ إليها، (ومثل) الواو: واو الحال، ومثل: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، ومال من (مالك) مضاف إليه، ومال مضاف والكاف مضاف إليه، (ينفع) فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر تقديره: هو، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصبب حال، والجملة كلها في محل نصب مقول القول.

الشاهد فيه: قوله: (منذ ابتذلت) حيث ولي «منذ» الجملة الفعلية.

(٢) يعني: كما ردت ميم الجمع إلى أصلها وهو الضم، وحركت إذا لقيها ساكن، كمثال المؤلف، وإلا فالقياس إذا التقى ساكنان أن يكسر الأول كما هي قاعدة أهل الصرف، فهذا الذي أشار إليه المؤلف، ومراده من قوله: نحو: «هم القوم».

(٣) أو الجملة الاسمية نحو: «ما خرجت مذ زيد مسافر»، ولم يذكر لقلته. تمت جامي والله أعلم.