مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المذكر والمؤنث]

صفحة 145 - الجزء 2

  فَعَلَتْ)؛ لأنه جماعة، والجماعة مؤنث قال الشاعر:

  ٢٨٢ - وإذا العذارى بالدُّخَان تَقَنَّعَتْ ... واستعجلت نَصْبَ القدور فَمَلَّتِ(⁣١)

  (وفعلن) إذ النون يشترك فيها مذكر ما لا يعقل⁣(⁣٢) والمؤنث.

  (والمثنى: ما لحق آخره⁣(⁣٣) ألف) في حالة الرفع (أو ياء) في حالة النصب


(١) البيت من الكامل وقائله سلمى بن ربيعة الضبي ويروى (تلفعت) مكان (تقنعت).

اللغة: (العذارى): جمع عذراء وهي: البكر. و (تقنعت) المقنعة ما تقنع به المرأة رأسها، والقناع أوسع منها، وهذا استعارة، والمراد غشيهن الدخان حتى صار لهن كاللفاع والقناع من شدة البرد، (ملت) وضعت الخبز على الملَّة وهي الرماد الحار.

المعنى: يقول: وإذا أبكار النساء صرن على دخان النار حتى صار القناع لوجهها ولم يصبرن لإدراك القدور بعد تهيئتها ونصبها فشوت في الملَّة قدر ما تعلل به أنفسهن من اللحم لتمكن الحاجة والضر منها ولإجداب الزمان واشتداد السنة وخصت العذارى بالذكر لفرط حياهن ولتصونهن عن كثير مما يبتذل فيه غيرهن.

الإعراب: (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه وهو «دارت» في البيت اللاحق (العذارى) فاعل لفعل محذوف تقديره «تقنعت» مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر والجملة من الفعل والفاعل في محل جر بإضافة إذ إليها (بالدخان) جار ومجرور متعلق «بتقنعت» المحذوف (تقنعت) تقنع فعل ماض والتاء للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود على جماعة العذارى والجملة لا محل لها من الإعراب جملة تفسيرية (واستعجلت) الواو عاطفة واستعجلت فعل ماضي والتاء للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (نصب) مفعول به منصوب على نزع الخافض وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ونصب مضاف و (القدور) مضاف إليه (فملت) الفاء عاطفة، ومل فعل ماض والتاء للتأنيث والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي وجواب إذا في البيت الثاني وهو قوله: دارت ... إلخ.

الشاهد فيه: قوله: (وإذا العذارى بالدخان تقنعت) و «استعجلت» و «فملَّت» حيث ألحق تاء التأنيث بالفعل المسند إلى ضمير العاقلات والأفصح أن يقال: «تقنعن» و «استعجلن»، ولعله على تأويل العذارى بالجماعة.

(٢) كالأيام.

(٣) أي: آخر مفرده بتقدير المضاف.