مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المذكر والمؤنث]

صفحة 146 - الجزء 2

  والجر (مفتوح⁣(⁣١) ما قبلها) أي: ما قبل تلك العلامة، (ونون مكسورة⁣(⁣٢)) لالتقاء الساكنين، وفتح ما قبلها للفرق بين المثنى والمجموع، ولم يكتف بالنون المكسورة؛ لئلا يلتبس المثنى بالمجموع في بعض حالات الإضافة مثال المثنى: زيدان ورجلان وضاربان، وقد جاء فتح نون المثنى كقول الشاعر:

  ٢٨٣ - على أحوذيينَ استقلت عشية ... فما هي إلا لمحة فتغيب(⁣٣)

  وقد جاء بالألف في الأحوال كلها نحو قوله تعالى: {إِنَّ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}⁣[طه: ٦٣]،


(١) أي مفتوح حرف كان قبل الياء في حالتي النصب والجر؛ ليمتاز عن صيغة الجمع، ولم يعكس لكثرة التثنية وخفة الفتحة.

(٢) لئلا يتوالى الفتحات في صورة الرفع وهي فتحة ما قبل الألف التي في حكم الفتحتين، وفتحة النون. (جامي).

(٣) البيت من بحر الطويل وقائله هو حميد بن ثور الهلالي.

اللغة: (أحوذيين) مثنى أحوذي وهو الخفيف السريع، وأراد به هنا جناحي القطاة (استقلت) ارتفعت وتحاملت وعلت في الجو.

المعنى: يريد أن القطاة قد طارت بجناحين سريعين فأنت لا تقع عينك عليها إلا مقدار لحظة ثم تغيب عنك وكنى بذلك عن سرعتها وخفّتها.

الإعراب: (على) حرف جر (أحوذين) اسم مجرور بعلى وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد والجار والمجرور متعلق باستقلت (استقلت) استقل فعل ماض مبني على الفتح والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر يعود إلى القطاة (عشية) ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره متعلق باستقلت (فما) الفاء عاطفة ما نافية (هي) ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وقيل: مبتدأ بتقدير مضافين والأصل: فما زمان مشاهدتهما إلا لمحة، (إلا) أداة استثناء ملغاة (لمحة) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (فتغيب) الفاء عاطفة، وتغيب فعل مضارع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي.

الشاهد فيه: قوله: (على أحوذيين) حيث فتح نون المثنى وهي لغة، وليست بضرورة لأن كسرها يأتي معه الوزن ولا يفوت به غرض.