مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المجموع]

صفحة 157 - الجزء 2

  لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ⁣(⁣١) الْأَخْيَارِ ٤٧}⁣[ص].

  (وشرطه) أي: شرط المجموع جمع السلامة (إن كان اسماً) غير صفة (فمذكر⁣(⁣٢)) أي: لفظه مذكر يخرج نحو: «حمزة وطلحة» وإن كانا اسمين لمذكر فلا يجمعان هذا الجمع؛ لأن فيهما تاء التأنيث إلا إذا كانت التاء المذكورة عوضاً عن فائه أو لامه كـ «عدة»⁣(⁣٣) وثبة⁣(⁣٤) إذا سمي بهما علم يعقل بشرط أن لا يكون مثل هذا قد كسر قبل التسمية كشفة⁣(⁣٥) أو اعتل ثانية كشية فيجمع ما جمع الشروط مما ذكرنا بالواو والنون تقول: ثبون وعدون، والكوفيون يجمعون ما فيه تاء التأنيث هذا الجمع مطلقاً بعد أن أسقطوا التاء (علم) فلا يقال: في رجل رجلون (يعقل⁣(⁣٦)) فلا يقال في أعوج [علم الفرس] أعوجون (وإن كان صفة) وأردت جمعه بالواو والنون (فمذكر) خرج نحو: «طالق، وطامث» (يعقل⁣(⁣٧))


(١) والفرق بين تثنية مصطفى وجمعه في حالة النصب والجر أنه في الجمع بياء واحدة كالآية، وفي التثنية بيائين، وليست فيه نون الجمع بفرق؛ لأنها تذهب حالة الإضافة.

(٢) وكان يستغنى عن قوله: مذكر؛ لأن الكلام في جمع المذكر، وإنما ذكره ليرفع وهم من يظن أنه كاللقب أو يذهل عن تقدم التذكير أو يظن أن نحو: طلحة داخل وبذلك لم يجمع نحو: عين، هذا الجمع لفقدانه الثلاثة. (شرح مصنف).

(٣) إذ أصله وعد حذفت الفاء اعتباطاً وعوض عنها التاء وكسرت العين؛ لتعذر الابتداء بالساكن ولأن التغيير يجري على التغيير.

(٤) وهي الجماعة وأصلها ثبية وقال ابن جني: ثُبْوة. «هطيل».

(٥) لأنه قد سمع عن العرب جمعها جمع تكسير نحو: «شفاه» وأصلها شفو، وقيل: شفهة فلا يقال: شفون وكذلك شيه أصلها وِشية فلا يقال وشيون؛ إذ قد سمع جمعا على شياه.

(٦) من حيث مسماه لا من حيث لفظه، وإنما اشترط لكون هذا الجمع أشرف الجموع؛ لصحة بناء الواحد فيه والمذكر العلم العاقل أشرف من غيره فأعطي الأشرف. (جامي).

(٧) أقول: إنما ذكرتم ينتقض بمثل قوله تعالى: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ١١}⁣[فصلت]، وقوله تعالى: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ٤}⁣[يوسف]،؛ لأنه صفة جمع مع عدم العقل؛ لأنا نقول إنها عند بعضهم عقلاء فلا يرد، وأما عند الجمهور فإنها لما أسندت إليها أفعال العقلاء جعل أحكامها أحكام العقلاء. (لطف الله).