المشتقات
  كان لازماً لم ينصب (ماضياً وغيره) كالحال والاستقبال تقول: «أعجبني ضربك زيداً أمس، وأريد إكرام عمرو أخاه غداً، أو أتعجب من ضربه عبده الآن»، [وذلك] لأنه بمعنى أَنْ مع الفعل فكأنك قلت: «أعجبني أن ضربت زيداً» وذلك يعمل مطلقاً(١)، ولأن شبهه بالفعل قوي من حيث دلالته على الحدث كالفعل خلا(٢) أنه لم يوضع لزمان بل للدلالة على الحدث فقط وهو الضرب فيعمل، وهذا هو الفارق بينه وبين الفعل فيعمل على كل حال بخلاف اسم(٣) الفاعل ونحوه وذلك العمل(٤) (إذا لم يكن) [المصدر] (مفعولاً مطلقاً) أي: منصوباً بفعله المذكور معه لفظاً أو تقديراً نحو: «ضربت ضرباً زيداً» فحينئذ العمل للفعل؛ لأنه أقوى ولأنه الأصل في العمل فلا يعمل فرعه في العمل معه ولأنه أقوى لدلالته على الحدث والزمان جميعاً والتقدير حيث يحذف الفعل جوازاً كما سبق ويأتي (ولا يتقدم(٥) معموله عليه) أي: لا يتقدم معمول المصدر عليه فلا يقال: «أعجبني زيداً ضرب عمرو»؛ لأنه مُقَدَّر بأن والفعل [كما سبق] وهو في معنى أعجبني أن ضرب عمرو زيداً، ولا يتقدم ما في
= الأشياء عدم العمل لكنها مشابهة للفعل فأعملت عمله، والمصدر يطلب بنفسه الفاعل والمفعول عقلاً فبأدنى مشابهة للفعل الطالب، لهما وضعاً يعمل فيهما، والمصدر لا يمكن موازنته للفعل مطرداً، ولا يلزم معه ذكر الفاعل ولا يضمر فيه لنقصان المشابهة. (خالدي).
(١) سواء كان ماضياً أو حالاً أو مستقبلاً.
(٢) في (ب، ج): إلا.
(٣) فلا يعمل إلا بمعنى الحال أو الاستقبال؛ لعدم قوة الشبه.
(٤) في الأصل: يعني، وفي (ب، ج)، وذلك العمل وقد أثبتناها لوضوحها.
(٥) قال (نجم الدين): وأنا لا أرى منعاً من تقديم معموله عليه إذا كان ظرفاً أو شبهه نحو قولهم: «اللهم ارزقني من عدوك البراءة» و (إليك الفرار). قال تعالى: (ولا تأخذكم بهما رأفة)، وقال: (فلما بلغ معه السعي)، قال: وتقدير الفعل في مثله تكلف وليس كل ما دل بشيء حكمه حكمه فلا منع من تأويله بالحرف المصدري من جهة المعنى مع أنه لا يلزم أحكامه. (خالدي).