مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

المشتقات

صفحة 170 - الجزء 2

  قلت: «أعجبني ضربٌ بكراً» قال الله تعالى: {أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ١٤ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ ١٥}⁣[البلد]، وذلك لأن الكلام المفيد ينعقد بِنْحو: «أعجبني الضرب⁣(⁣١)» فقد حصل مسند ومسند إليه (ويجوز إضافته إلى الفاعل) نحو: «يعجبني دَقُّ القصار الثوب» هذا مع ذكر المفعول و «أعجبني ضرب زيد» مع حذفه وهذا أكثر من إضافته إلى المفعول⁣(⁣٢)؛ لأن الفاعل أخصُّ؛ ولأنه حصل به الفعل ومنه قوله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ٢}⁣[مريم]، وقوله تعالى: {وَلَوْلَا دِفَاعُ اُللَّهِ اِلنَّاسَ}⁣[الحج: ٣٨]، فأما إضافته إلى الفاعل مع فصل شيء بينهما فغير صحيح كقول الشاعر:

  ٢٩٣ - فَزَجَجْتها بِمِزَجَّة ... زَجَّ القَلُوصَ أبي مزاده(⁣٣)


(١) لأن الواضع نظر في المصدر إلى ماهية الحدث لا إلى ما قام به فلم يطلب في نظره لا فاعلاً ولا مفعولاً. (نجم الدين).

(٢) لأنه محله الذي يقوم به فجعله معه كلفظ واحد بإضافته إليه أو إلى من رفعه له ومن جعله مع مفعوله كلفظ واحد. وليس أقوى أقسام المصدر في العمل المنَّونَ كما قيل، بل الأقوى المضاف إلى الفاعل كما ذكرنا. ولا يضاف إلى المفعول إلا إذا قامت القرينة على كونه مفعولاً إما بمجيء تابع له منصوب حملاً على المحل نحو: «أعجبني ضرب زيد الكريم»، أو لمجيء الفاعل بعده صريحاً نحو: قوله: «أمن رسم دارٍ ... إلخ» أو لقرينة معنوية نحو: «أعجبني أكل الخبز»، وإذا أضيف إلى الظرف جاز أن يعمل فيما بعده رفعاً ونصباً نحو: «عجبت من ضرب اليوم زيد عمراً». (نجم الدين).

(٣) هذا البيت من مجزوء الكامل وهو بلا نسبة، وقال ابن خلف: يروى لبعض المدنيين المولدين.

اللغة: «زججتها» يقال: زجَجْت الرجل أزجه زجّاً فهو مزجوج إذا طعنته بالرمح، الضمير في (زججتها) للناقة يعني رماها بشيء في طرفه زج كالحربة، (بمزجَّة) بكسر الميم وفتح الزاي وتشديد الجيم وهو رمح قصير، (القلوص) الناقة الفتيئة و (أبو مزادة) كنية رجل.

المعنى: فطعنتها بأسفل الرمح مثلما يطعن أبو مزادة القلوص.

الإعراب: (فزججتها) الفاء بحسب ما قبلها، وزج فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلم والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على السكون في =