مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

المشتقات

صفحة 198 - الجزء 2

  (فيجوز⁣(⁣١) يوسف أحسن إخوته) بمعنى أنه المختص بالحسن لم يشاركه فيه أحد منهم، ومنه فلان⁣(⁣٢) أشعر السودان مع أنه قد علم أنه لا شاعر فيهم سواه ومثل الأشج⁣(⁣٣) والناقص أعدلا بني مروان وهما عمر بن عبدالعزيز ويزيد بن الوليد وقد علم أنه لا عادل فيهم غيرهما فلم يشاركهما أحد في العدل من بني مروان [ونحو ذلك] (ويجوز في) [أفعل التفضيل من المعنى] (الأول⁣(⁣٤)) من معنيي الإضافة (الإفراد) مع التذكير (والمطابقة لمن هو له) أي: للمفضل وذلك نحو: «زيد أفضل الناس، وهند [أفضل الناس]، والزيدان أفضل الناس، والزيدون [والهندان] والهندات أفضل الناس» هذا مثال الإفراد، ومثال المطابقة: «هند فضلى الناس، الزيدان أفضلا الناس، الزيدون أفضلوا الناس» «الهندان فضليا الناس، والهندات فضليات الناس»، ووجه الأول⁣(⁣٥) مشابهته الذي بمن من حيث إنَّ الذي هو مفضل عليه مذكور فيهما. ووجه الثاني [المطابقة] مشابهته الذي باللام من حيث كونه صفة لمعرفة والصفة تطابق الموصوف ولأنه معرفة كهو، ومن الوجه الأول قوله تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ⁣(⁣٦) النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ}⁣[البقرة: ٩٦]، وقول ذي الرمة:


(١) بهذا المعنى أن تضيفه إلى جماعة هو داخل فيهم نحو: قولك نبينا # أفضل قريش أي: أفضل الناس من بين قريش وأن تضيفه إلى جماعة من جنسه ليس داخلاً فيهم كقولك: «يوسف أحسن إخوته» فإن يوسف لا يدخل في جملة إخوة يوسف، وأن تضيفه إلى غير جماعة نحو «فلان أعلم بغداد» أي: أعلم مما سواه وهو مختص ببغداد؛ لأنها منشأه ومسكنه. (جامي).

(٢) في (أ): أنت أشعر السودان.

(٣) لأنه كان برأسه شجة من رمح دابته.

(٤) وهو الذي يقصد به الزيادة على من أضيف إليه.

(٥) في نخ (ب): الإفراد.

(٦) إذ لو اعتبر المطابقة لقال: أحرصي الناس أو أحارص الناس. (هطيل).