مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

المشتقات

صفحة 199 - الجزء 2

  ٣٠٦ - ومَيَّةُ أَحْسَنُ⁣(⁣١) الثقلين جِيْدَا ... وسالِفَةً وأحسنهم قَذَالا(⁣٢)

  ومن الثاني قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا}⁣[الأنعام: ١٢٣].

  (وأما) المعنى (الثاني) من معنَيَي الإضافة (والمعرف باللام فلا بد من المطابقة⁣(⁣٣)) للموصوف، وذلك لبعدهما عن شبه الذي بـ «من» من حيث إنه لا يلزم ذكر المفضل عليه فيهما بخلاف الذي بمن تقول: «زيد الأفضل، وهند الفضلى، والزيدان الأفضلان، والهندان الفضليان، والزيدون الأفضلون، والهندات الفضليات». (و) [أما] (الذي بمن) [فإنه] (مفرد مذكر لا غير) في حالة إفراد من هو له مذكراً أو مؤنثاً وتثنيته وجمعه فيهما وذلك لأنه أشبه فعل⁣(⁣٤)


(١) بتذكير أحسن مع أنه لمية وهو اسم امرأة ولو أنث لقال: حسنى. (هطيل).

(٢) البيت من بحر الوافر وهو من كلام ذي الرمة واسمه غيلان بن عقبة.

اللغة: (جيداً): الجيد هو العنق، (سالفة) هي في الأصل صفحة العنق ثم استعمل في خصلة الشعر التي تسترسل على الخد (قذالا) بزنة سحاب ما بين الأذنين من مؤخر الرأس.

الإعراب: (ومية) الواو بحسب ما قبلها ومية مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (أحسن) خبر وأحسن مضاف (الثقلين) مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى (جيداً) تمييز (وسالفة) الواو عاطفة وسالفة معطوف على «جيداً» (وأحسنهم) الواو عاطفة وأحسن معطوف على الخبر «أحسن» مرفوع وأحسن مضاف وضمير الغائبين مضاف إليه مبني على الكسر في محل جر (قذالا) منصوب على التمييز.

الشاهد فيه: قوله: (أحسن الثقلين) وقوله: (وأحسنهم) حيث جاء بأفعل التفضيل الجاري على مفرد مؤنث مفرداً مذكراً مع كونه مضافاً إلى معرفة في الموضعين حيث أضيف إلى المحلى بأل في الأول وإلى الضمير في الثاني ولو أنه أتى به مطابقاً للذي جرى عليه لقال ومية حسنى الثقلين جيدا وحسناهم قذالا.

(٣) إفراداً وتثنية وجمعاً وتذكيراً وتأنيثاً. (جامي).

(*) عبارة متن الرضي: فلا بُدَّ فيهما.

(٤) لكراهتهم لحوق أداة التثنية والجمع والتأنيث المختصة بالآخر بما هو في حكم الوسط باعتبار امتزاجه بمن التفضيلية لكونها الفارقة بينه وبين باب أحمر فكأنها مِنْ تمام الكلمة. (جامي).