مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

المشتقات

صفحة 200 - الجزء 2

  التعجب⁣(⁣١) من حيث إنَّ كلاً منهما يدل على زيادة وأنهما لا يبنيان إلا من ثلاثي مجرد كما تقدم تقول: «زيد وهند والزيدان والهندان والزيدون والهندات أفضل من عمرو» (فلا يجوز زيد الأفضل من عمرو) بالجمع بين التعريف ومِنْ؛ إذ أحدهما كاف في الدلالة على المقصود، وهو بيان المفضل عليه وأما مِنْ في قول الأعشى:

  ٣٠٧ - ولَسْتُ بالأكثر منهم حَصَىً ... وإنِّما العزَّةُ لِلْكَاثِرِ(⁣٢)

  فهي فيه لتبيين المخصوص نحو: «أنت منهم الفارس» أي: من بينهم فليست «من» التي للتفضيل (ولا) [يجوز] (زيد أفضل) من دون لام ولا إضافة ولا من؛ إذ لا دلالة في هذا على المقصود (إلا أن يُعْلم) المفضل عليه لقرينة جاز حذف «من» فقط كقوله تعالى: {يَعْلَمُ اُلسِّرَّ وَأَخْفَي}⁣[طه]، أي: أخفى من السر وقول الفرزدق:


(١) لفظاً ومعنى أما اللفظ فظاهر وأما المعنى فلأنه لا يتعجب من شيء إلا وهو مفضل فلذا بُنيا من أصل واحد كما يجيء في أفعل التعجب. وأما ذو اللام والمضاف بالمعنى الثاني فلما لما يكن فيهما علامة التفضيل وهي من ولا كان معهما المفضول ضعف معنى التفضيل فيهما فلم يشابها أفعل التعجب. (نجم الدين).

(٢) البيت من السريع وهو للأعشى ميمون بن قيس.

الإعراب: (لست) ليس فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر وتاء المخاطب اسمها (بالأكثر) الباء حرف جر زائد والأكثر خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد (منهم) جار ومجرور متعلق بالأكثر (حصى) تمييز منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر (وإنما) الواو عاطفة وإنما أداة حصر (العزة) مبتدأ (للكاثر) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ.

الشاهد فيه: قوله: (بالأكثر منهم) حيث يدل ظاهره على الجمع بين أل الداخلة على أفعل التفضيل وبين «من» الداخلة على المفضول عليه والقياس أن تأتي «من» مع أفعل تفضيل منكَّرٍ.