مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

المشتقات

صفحة 202 - الجزء 2

  أي: أول من هذا العام وكقول المكبر «الله⁣(⁣١) أكبر» (و) اعلم أن أفعل التفضيل (لا يعمل⁣(⁣٢) في) اسم (مظهر) إما لضعفه عن شبه اسم الفاعل من حيث أن أصله أن يستعمل بمن وهو في تلك الحال لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث بخلاف اسم الفاعل، وإما لأنه ليس له فعل بمعناه⁣(⁣٣) يدل على الزيادة كأفضل وأما قول الشاعر:

  ٣١٠ - أَكَرَّ وأحمى للحقيقة منهم ... وأضْرَبَ منا بالسيوف القوانسا(⁣٤)


= منصوباً على الظرفية بتقدير «من» جدب عام وقع عاماً أول من هذا العام فحذف العام وأقام أول مقامه.

الشاهد فيه: قوله: (عام أوّلا) حيث حذف (مِنْ) من أفعل التفضيل وهي مقدرة والتقدير من جدب عام أول من هذا العام هذا على الوصف على أن أول نعت لعام ولذلك لم يُصرف وإنما جُرَّ بالفتحة والألف للإطلاق فلم ينوَّن، ويجوز أن يكون منصوباً على الظرفية بتقدير من جدب عام وقع عاماً أول من هذا العام فحذف العام وأقام أول مقامه، والتقدير: جدب عام قبل هذا العام.

(١) لأنه قد علم أن المراد أنه أكبر من كل كبير.

(٢) كرفع الفاعل ونصب المفعول فقط، وأما التمييز والحال والظرف فيعمل فيها؛ لأنها لا تحتاج إلى قوة عمل مثل قوله تعالى: (ومن أصدق من الله حديثا) وقولهم هو أكفا هم ناصراً، ومثل هو أضرب منهم في الوغى أي: في يوم الوغى. ذكر معناه ابن (هطيل).

(٣) في (أ): ليس بمعناه فعل يدل على الزيادة، وما أثبت فهو من (ب) لكونه أنسب.

(٤) هذا البيت من الطويل وهو للعباس بن مرداس وقبل هذا البيت.

ولم أر مثل الحي حيا مصبحا ... ولا مثلنا يوم التقينا فوارسا

اللغة: (الحقيقة) يقال: فلان حامي الحقيقة وهو مجاز كما في الأساس وفي اللسان (حقيقة الرجل) ما يلزمه حفظه ومنعه ويحق عليه الدفاع عنه من أهل بيته وجمعها الحقائق (القوانس) جمع قونس: وهو مقدمة الرأس.

المعنى: لم أر أكثر منهم حماية للحقيقة ولم أر مثل كرمهم ولكن كنا أفضل منهم بضربنا مقدمات الرؤوس بسيوفنا.

الإعراب: (أكر) يجوز أن ينتصب بفعل مقدر لا صفة لما تقدم في البيت قبله لئلا يفصل بين الصفة والموصوف بما هو كالأجنبي إذا جعل تمييزاً ويجوز أن يكون صفة لما تقدم كأنه صفة واحدة فهو =